مِن الدَّارِجة العُمانية القديمة.. إذا مَا نادتْ المُعلِّمة، أو الأم،
أو الجدة أحد أولادها، ورأتْ منه صَدًّا، أو عَدَم انتباه، أو سَرَحان البال ومَشغُول
التفكير، تَصِفه بنَهْرِه بشدة وغلظة، لشدِّ انتباهه: "مالك كأنك بو؟!".
فما هُو البو؟
البو: كلمة عربية؛ فكان البدو إذا مَا أرادوا الاستنفاع بحليب الناقة،
ومولودها (الحوار الصغير)، ذبحُوه وأخذُوا اللحم والعظم، ونظَّفوا الجلد ومَلؤه بشَيء،
فأوقَفُوه بجوار الناقة، كخُدعة وإيهام لها، حتى لا ترفع الحليب؛ بسبب فَقْدِها
لولدها، فيُطْلَق على ذَلِك المجسَّم حينها بـ"البو"؛ فهو يقفُ بلا حركة
أو نشاط.
فكُلَّما أردُوا حلبَ الناقة، نظرت إلى ذلك الحوار المُمتنع عن الرَّضع،
فتطمئنُّ نفسيتها أنَّه مَوجُود بقربها، فيَسِيل ضَرْعُها حليبًا لذيذًا صافيًا في
العيانة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.