هَذَا المَكَان فِي قَلبِ مُحَافظَة مَسقَط، مِياهٌ عَذبَة فُرَات، تَتدفَّق لَيلَ نَهَار، هُو مَوئِل للكَثِير مِن أَشجَار السَّمَر، والسِّدْر، والنَّباتَات البَريَّة المُزهِرَة، والحَيَاة الفِطريَّة الأخرَى.
قَبل أيَّام اكتَسَحَ المَكَان «بُلدوزَر بُو سَناسِل» بِحجَّة اقتِلَاع أَشجَار غَاف المِسكِيت الضَّار بالبِيئَة، فسَحَلَت فِي طَرِيقِها نَبَات الأَسل جَمِيل المَنْظَر، وكَذَلك لَم تَذَرْ وتَرْحَم نَبتَة صَغِيرَة فِي اليَابِسَة أو فِي مَجرَى المَاء.
حَاولتُ الاتِّصَال بوَزَارة البِيئة والشُّؤون المنَاخِيَّة عَلى الهَاتِف المُتَصدِّر لمَوقِعهَا الإلكترُونِي، لَعلِّي أَعمَل شَيئًا لوَقفِ هَذَا الضَّرَر، وَلَكِن لَم يُفلِح حَظِّي فِي التحدُّث مَع أَحَد، فَقَد رنَّ الهَاتِف مِرَارًا وتَكرَارًا، ولَكِن لا مُجِيْب.
كُنتُ أسألُ نَفسِي: أَلَا تُوجَد هُنَاك طَريقَة لإِزالَة هَذَا الغَاف، الذِي تَرَك هَذِه السَّنوَات ينمُو ويَتكَاثَر دُون مُتَابعَة وانتِبَاه، إلَّا بهَذِه المُعِدَّة القَاسِية عَلى الشَّجَر والمَدَر والحَجَر.
نِدَائِي لوزَارَة البِيئة والشُّؤون المنَاخيَّة وبَلديَّة مَسقَط أنْ تُولِي هَذَا المَكَان الاهتمَامَ والرِّعَايَة، وأنْ تُكثِر مِن زِرَاعة الأشجَار البَريَّة وَارِفَة الظِّلَال عَلَى ضِفَاف هَذا المَجرَى المَائِي الجَمِيل، ليَكُون مُتنفَّسًا طَبِيعيًّا للسُّكان، وهُو فِي الوَقْت ذَاتِه استِثمَارٌ حَقيقيٌّ لتِلكَ المِيَاه المُهدَرَة؛ لأنَّهَا ثَروَة قَوميَّة، واستِثمَارَها بالطَّرِيقة الصَّحِيحَة هُو وَاجبٌ وَطنيٌّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.