الأربعاء، 27 مارس 2019

سِدرَة مَسْجِد السَّعِيدِي

هَذِه سِدرَة مَسْجِد السَّعِيدي، ذَاكِرَة السُّوق القَدِيم.. كَانَت مَناخَ قَوَافِل الجِمَال، المُحمَّلَة بالبُسُور والتُّمُور، بَعْد رِحْلَة شَاقَّة وطَويلَة مِن دَاخِليَّة وشَرقِيَّة عُمان عَبْر طَرِيق وَادِي ضِيقَة العَظِيم وجَبَل الأسوَد الأَشَم.. كَان السُّوق القَدِيم تُحِيط بِه أشجارُ السِّدر والغَاف وتَتوسَّطه شَجَرة صَبَّارة عَظِيمة، هِي مَحطَّة للمُسَافِرين والسَّفَافِير، وكَذَلِك لجِمَالِهم وحَمِيرِهم، تَحتَضنهُم بحِنيَّة مِن صَقِيع البَرد ولَهِيب الشَّمس.. كَانَت هُنَاك سِدرَة عَظِيمَة فِي الجَانِب الشَّرقِي مِن السُّوق، عُلِّق فِي رُكنَة مِنهَا مَيزَانٌ كَبِير يُسمُّونه القفان، كَانت تُوزَن فِيهِ التُّمُور والبُسُور قَبل تَصْدِيرهَا إلى الهِند وأمرِيكَا وسَائِر البلدَان.. لَم يَبقَ مِن تِلكَ الأشجَار وَارِفة الظِّلَال إلَّا هَذِه السِّدرة اليَتيمَة، المُنَزوِيَة عَلَى جَانِب مِن السُّوق القَدِيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.