الخميس، 12 مارس 2020

زِرَاعة القَمح

طَالعتنَا بَعضُ وَسَائل الإعلَام العُمانيَّة، مُؤخَّرا، بأَخبَار عَن وَفرَة مَحصُول القَمح المُنتَجَة فِي مَزَارع بعضِ الوَلايَات، وهو أمرٌ مُفرِح جدًّا، الاهتمام بهذا المحصُول لأهميَّتِه الغذائيَّة، فالقمحُ العُمانيُّ والحبوبُ بأنواعِهَا، المَزرُوعة في عُمان مَعرُوفة بجَودتِها العاليَّة، وهي أكثرُ سَلامَة مُقَارنة بالمُستَورَد.
تاريخيًّا.. لم تَعرِف عُمان استيرادَ الحُبوب، إلا العيش أو الأُرز، فكُلُّ الحُبُوب كانتْ تُزرَع في عُمان، بمَا فِيهَا الشِّعير والقَمح والعَدس والبَاقِل والذُّرة بأنَواعِها... وغَيرِها، وعِندَمَا دَاهمتنَا الجَائِحة الاقتصاديَّة نَتِيجة للحَرْب العالميَّة الثانيَة، بسَبَب انقطاعِ الوَارِدات، كَانتْ الزِّراعة هِي المنجَاة الوَحِيدة لأهلِ عُمان، وقَد فَصَّلتُ هَذِه الحَادِثة وتَدَاعِياتها فِي كِتاب "قُريَّات.. مَلامِح مِنَ التُّرَاث الزِّراعي والبَحْري".
يُروَى أنَّ بَلدَة المَزَارع مِن البُلدان التي كَانَت تُنتِج القَمحَ بوَفرَة، لتَوافُر المِيَاه، خَاصَّة بلَدة الحِصن، ومِنَ اللَّطَائف القَدِيمة: أنَّ أحدَ مُلَّاك الأموَال فِيهَا استأجَرَ عَامِلًا لطَحْن البرِّ أو القَمْح على آلةِ الرَّحى التقليديَّة، ومِن كَثرَة إنتَاج القَمح، تَعِب ذَلِك العَامِل مِن الطَّحْن وَكلَّت يَدُه، فكَان يَطحَن بعضَ القَمح ويدسُّ البعضَ تَحْت التُّراب، لكي يُنهِي عَملَه بسُرعَة، وعِندَما استنكرَ ذَلك الرَّجُل الطيِّب قِلَّة مَا يُنتِجه العَاِمل من الطَّحِين، مُقَارنة بكميَّة حُبوب القَمح، ترصَّد له واكتشفَ حِيلتَه، وما إنْ صَارَحه بالحَقِيقة، حتَّى اعترفَ العَاملُ بجَرِيرته مُعتَذِرا لأنَّ الإنتاجَ وفيرٌ، فما إنْ سَمِع صَاحِب المَال سببَ فِعلته حتَّى ابتَسَم فِي وجهِهِ مُسَامحًا، رَافِعا يَديهِ إلى السَّماء شَاكِرا اللهَ عَلى النِّعمَة.. القِصَّة تَجدُونها مُفصَّلة في الكتابِ أعلَاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.