السَّرد الأَدَبي لَيْس بالضَّرُورة أنْ يَكُون كِتَابة.. تَأخُذك صُور الطَّبيعَة كمَخزُون ثَقَافِي ومَعْرِفي، وكَذَاكِرة فِكريَّة، ورَمْزيَّة مَكَانيَّة، وتُرَاث إِنَسَاني وطَبِيعِي، ومَا يُرَافقُها مِن مُؤثِّرات طَبِيعيَّة، تَأخُذك جَميعًا -إِضَافة إلى الجَانِب التَّوثِيقي- إلى البَوْح بالمَشَاعر والرُّؤى، بأَبْعَادِها: الوَطنيَّة، والثقافيَّة، والتارِيخيَّة، والنفسيَّة، والعاطفيَّة، والمعرفيَّة، والفلسفيَّة. والصُّورة أيضًا تَرْسِم الخيَالَ الفنيَّ والجماليَّ للمُبدِع، بدَلَالاتِه الوَاقعيَّة والإيحائيَّة والرمزيَّة، وإسقَاطَاتِه الرُّوحيَّة والمكانيَّة.. إِذَن؛ تجلِّيات الصُّورة -بتَشْكِيلاتِها المُختَلفة- هِي إِحْدَى أَدَوَات السَّرد الأَدَبي، وتُشكِّل عَلَاقة دِيناميكيَّة -لهَا مَلَامح فنيَّة وتَأثيرٌ مُتَبادَل- بَيْن أَطْرَاف العمليَّة الإبداعيَّة: المُبدِع، والنَّص (سَرْد/صُورَة)، والمُتَلقِّي.
وقتًا مُمتعًا أتمنَّاه، بَلْ أَرجُوه، لَكُم أيُّها الأَصْدِقَاء فِي عُزلَتِكم الإيجابيَّة؛ بسَبَب مَا تمرُّ بِه الإنسَانيَّة مِن ظُرُوف طَبِيعيَّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.