الأحد، 12 أبريل 2020

جَمَاليَّات الصُّورَة


السَّرد الأَدَبي لَيْس بالضَّرُورة أنْ يَكُون كِتَابة.. تَأخُذك صُور الطَّبيعَة كمَخزُون ثَقَافِي ومَعْرِفي، وكَذَاكِرة فِكريَّة، ورَمْزيَّة مَكَانيَّة، وتُرَاث إِنَسَاني وطَبِيعِي، ومَا يُرَافقُها مِن مُؤثِّرات طَبِيعيَّة، تَأخُذك جَميعًا -إِضَافة إلى الجَانِب التَّوثِيقي- إلى البَوْح بالمَشَاعر والرُّؤى، بأَبْعَادِها: الوَطنيَّة، والثقافيَّة، والتارِيخيَّة، والنفسيَّة، والعاطفيَّة، والمعرفيَّة، والفلسفيَّة. والصُّورة أيضًا تَرْسِم الخيَالَ الفنيَّ والجماليَّ للمُبدِع، بدَلَالاتِه الوَاقعيَّة والإيحائيَّة والرمزيَّة، وإسقَاطَاتِه الرُّوحيَّة والمكانيَّة.. إِذَن؛ تجلِّيات الصُّورة -بتَشْكِيلاتِها المُختَلفة- هِي إِحْدَى أَدَوَات السَّرد الأَدَبي، وتُشكِّل عَلَاقة دِيناميكيَّة -لهَا مَلَامح فنيَّة وتَأثيرٌ مُتَبادَل- بَيْن أَطْرَاف العمليَّة الإبداعيَّة: المُبدِع، والنَّص (سَرْد/صُورَة)، والمُتَلقِّي.
وقتًا مُمتعًا أتمنَّاه، بَلْ أَرجُوه، لَكُم أيُّها الأَصْدِقَاء فِي عُزلَتِكم الإيجابيَّة؛ بسَبَب مَا تمرُّ بِه الإنسَانيَّة مِن ظُرُوف طَبِيعيَّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.