هي إحدى أيقونات فنُوننا الموسيقية الشعبية القديمة، عاشت معتمدة على نفسها بتواضع لم تجد له مثيل، تجدها في الحقل تحرُث وتزرع بلا كلَل ولا مَلل لتوفير قُوْتَ أسرتها، وفي الوقت ذاته كان لها اهتمامٌ كبير بالمحافظة على فنوننا التقليدية، فكانت فرقتها النسائية المعروفة ضمن فرق الفنون الشعبية المُشَارِكة في احتفالات الولاية بالعيد الوطني مع كل عام، كانتْ تتقدَّم تلك الفرقة مُلوِّحة بعلم السلطنة، مُردِّدة أغاني الفرح، مُبتَهِجة بالعهد المجيد.
عندما شَاركَ النادي في مُسابقة الفنون الشعبية في الأسبوع الشبابي مع بداية التسعينيات، كانت تقول للمشاركين: قريَّات لا تقبل إلا المركز الأول؛ فكان لها ما أرادت وتمنَّت، كرَّمها النادي على جهودها في احتفال عام، فرأيتُ الدَّمعَة في عينيها فرحة بالإنجاز.
عِنْدَما أقامتْ الولاية القرية التراثية في عامي 1993م و1994م كانتْ سعيدة ورفيقاتها تُحيي كل قديم من عادات وتقاليد أسرية ونسائية مُتوارثة، تَجِدْهَا مُبتَسِمة دومًا، همُّها هو أنْ تبقى فنوننا وعاداتنا حيَّة، تُتَوارَث من جيل لآخر.
مُذ سَنَوات دَاهمهَا المَرض، بعدَها غادرتْ سَعِيدة الدنيا في هدوء، لتلحق بشريكة دربها سالمة، تاركةً ذكرى جميلة لا تُنسى.
رَحْمَةُ الله عليك أيَّتها المرأة العصامية المتواضعة، المخلصة دومًا لتراثك الثقافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.