"الفَلَج طَامي يَغدِف مِن سِمَامه".. هَذَا هُو فَلَج الهبوبيَّة، تِلكَ القريَة الجَمِيلَة الخَضْرَاء؛ النَّابضَة بالحَيَاة، المُزدَانة بنَخِيلهَا البَاسِقة فِي عَنَان السَّماء، وبالهُدُوء والسَّكِينة، هِي اليَوْم تَعِيش حَيَاة الخَصب؛ لأنَّ شُريَان فَلَجِها يتدفَّق بغَزَارة.
تمَّ كَسْر جُزء مِنَ الفَلَج فِي الوَادِي، لتُضفِي شلَّالاتُه البَيْضَاء النَّاصِعة عَلى المَكَان جَمَالَه وبَهْجَته، وَهِي تِقنيَة قَدِيمة للتخلُّص مِنَ المِيَاه الزَّائدة عَلَى حَاجَة الزَّرع والشَّجَر، وللتَّخْفِيف مِن تَدفُّق المِيَاه إلى الضَّوَاحي.
مَا يُميِّز هَذَا الفَلَج سَاقِيتُه الطَّويلَة المَفتُوحة، وهُو تَوجُّه أَسعَدنِي جِدًّا، ينمُّ عَن وَعْي وإِدْرَاك إنسانيٍّ، وَمِن أَرْقَى تَجلِّيات الإِحسَان، بأنَّ هُنَاك كَائِنات مَوطِنهَا السَّماء والأَرْض، وحَيَاة فِطريَّة نَادِرة هِي أيضًا بحَاجَة لـ"جرعَة مَاء" لتُضمِي عَطَشَها، وتَسْعَد بالمَكَان.
تَحيَّة مَحبَّة لهَذِه القَريَة الرَّاقِية، الوَادِعة فِي أَحْضَان الجَبَل والوَادِي، وهَنِيئًا لأَهلِها الكِرَام هَذا الفَيْض الرَّباني، الذي عَمَّت خَيرَاتُه الجَمِيع، وكَان نَبْضًا للحَيَاة والجَمَال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.