الأحد، 19 أبريل 2020

مِنْ تُرَاثِنا الصِّنَاعي


كَانَت الأَيْدِي الكَادِحة تَعْشَق الطِّين الأَحمَر؛ فهُو تِبْر الأَرْض وسِرُّ الحَيَاة.. يَنحِتُون الجِبَال بأَيدِيهم، فيُوقِدُون هُنا الأَفرَان المُلتَهِبة، ليَصْنَعوا للنَّاس أَوَانيَ شُربِهم وأَكْلِهم، فشكَّلت الخرُوس بمُختَلف الأَحْجَام والأَلْوان، وعلَّقت الجحَال فِي الأَوْتَاد والأَغصَان، مُتدلِّية فِي الهَوَاء الطَّلق مُبرِّدة للمِيَاه الزُّلال، كَذَا هِي المَبَاخر المُعطَّرة للنُّفوس المُتعطِّشة للجَمَال، فِيمَا الكَلاو والحبُّ والحُلول تُغنِي لرَي العَطْشَان، ودِلَال الطِّين تَفُوح بالقَهْوة العَدينيَّة طيِّبة المَذَاق، وكَذَا هِي قُدُور العِيش وصَفَاري المَرَق ومَوَاعِين المَطْبَخ تُهدَر بكَرَم الرِّجَال.. هَذَا هُو مَصْنع الفخّار الأَثَري فِي المَسفَاة، وتَجِدُون صُورَة آخِر خَرَس صُنِع فِي هَذَا المَكَان فِي كِتَابٍ أَصْدَرتُه عَن تَارِيخ قُريَّات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.