الاثنين، 30 ديسمبر 2013

تجربة مُهمة أمام تُجار ورجال الأعمال في عُمان

تجربة جديدة ورائدة تخطُوها السلطنة تجاه المُمارسة الديمُقراطية ضمن الاستعدادات الجارية لانتخابات أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان.
من المُهم جدا أن يُقدم رجال الأعمال والتجار في السلطنة أُنمُوذجا في المُمارسة والتطبيق للديمقراطية المُتاحة لهُم لاختيار من يُمثلهم في مجلس إدارة الغرفة.
فالغُرفة تُشكل اليوم مُؤسسة مُهمة في الرقي بالاقتصاد والقطاع الخاص. والقطاع الخاص هو شريك أساسي ومُهم في مسيرة التنمية الإنسانية في عُمان.
لهذا نتوقع أن تكُون الانتخابات بوابة مُهمة ومرحلة جديدة ونقلة نوعية للقطاع الخاص في تعزيز دوره الوطني تجاه المُشاركة الفاعلة في التنمية الاجتماعية في البلاد.
كُل التوفيق والنجاح للقطاع الخاص في خوض هذه التجربة الوطنية الجديدة.

خُطوة رائدة ومُهمة

بيان مجلس الوُزراء حول اجتماعاته لشهري نوفمبر وديسمبر من العام الجاري 2013م، حمل في طياته العديد من القرارات المُهمة، والتي من بينها الأخذ بمُقترح مجلس الشورى حول إنشاء المزيد من المُجمعات الثقافية المُتكاملة في مراكز مُحافظات السلطنة كافة.
خُطوة مُهمة جدا لتفعيل الجانب الثقافي في مُختلف ولايات السلطنة، وهي حاجة كانت يُنادي ويُطالب بها الكثيرُ من المُثقفين والشباب في عُمان.
كُل الشكر والثناء لمن أسهم في هكذا أفكار بناءة للارتقاء بالثقافة والفكر والمعرفة في عُمان.

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

الإبداع بصمت

من خلال مُتابعتي لبرنامج "أنت كما تُريد"، الذي استضاف اليوم نُخبة من الأُخوة الصم، وشخصيات مُبدعة عملوا بصمت من أجل خدمتهم وتعريف المُجتمع بقُدراتهم، وأيضًا من خلال مُتابعتي لنشاط مُنظمات المُجتمع المدني في خدمة الصم في عُمان.
نجد أن هذه الفئة من المُجتمع لديها قُدرات مُبهرة من أجل بناء وطنهم وخدمة مُجتمعهم، إلا أن الواقع يحتاج إلى المزيد من الجهد والعطاء من أجل توفير سُبل الراحة لهُم، خاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم في مُختلف مُستوياته، إضافة إلى احتضان مشاريعهم الفكرية.

مكتبة متنقلة للأطفال في عُمان

مكتبة المعرفة التابعة لديوان البلاط السلطاني.. من المكتبات الرائدة في خدمة العلم والمعرفة، ولها اهتمامٌ كبيرٌ بمكتبة الطفل مُنذ سنوات، ولديها برامج جميلة في هذا الإطار.
قبل أيام قرأتُ خبرًا مُفرحًا جدا عن تدشين مكتبة متنقلة لتشجيع الأطفال على القراءة بالسلطنة، وهي هدية راقية من إحدى مُنظمات المُجتمع المدني في سلطنة عُمان.
كل الشكر والتقدير لهكذا جُهُود خيرة في خدمة المُجتمع، وتعمل بجد على نشر ثقافة القراءة لدى أجيالنا القادمة، الذين هم عُماد المُستقبل وبُناة مجد عُمان.

الخميس، 19 ديسمبر 2013

البيئة

ليست هُناك ثمة مُشكلات بيئية اليوم تعترف بالحواجز الجُغرافية أو السياسية، فهي مسألة إنسانية يتطلب الجميع إدراك خُطُورتها وأهميتها.
كما أن طبيعة العلاقة التي تربُط الإنسان ببيئته الطبيعية وحرصه على المُحافظة عليها وتنميتها هي مسألة تعليمية وتربوية وثقافية في المقام الأول قبل أن تكُون مسألة مُرتبطة بالقوانين والأنظمة الإدارية مع إدراك أهميتها أيضًا.

الأحد، 15 ديسمبر 2013

26 من أكتوبر.. يومًا للشباب العُماني

التوجيهات السامية من لدُن جلالة السلطان المُعظم بتخصيص السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام يومًا للشباب العُماني، هي مكرُمة تحملُ في طياتها دلالات عميقة عن مدى اهتمام القائد بالشباب، وتحفيزهم المُستمر لبذل المزيد من الجهد والعطاء والإبداع والابتكار والتميز لخدمة وطنهم ومُجتمعهم.
فالشباب العُماني قد أثبتُوا للعالم أنهم أصحاب فكر وإبداع وعزم مُتوقد وهمة عالية وعزيمة صادقة للبناء والمجد، وهُم عليهم اليوم مُسؤولية عظيمة تجاه المُحافظة على مُنجزاتهم الوطنية، والارتقاء بوطنهم وحضارتهم العُمانية، الضاربة في عمق التاريخ.
تهنئة خالصة من القلب لشباب وطني العزيز بهذه المكرُمة الغالية.

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

رعاية المُبدعين والمبتكرين

عُمان ولادة للمُبدعين والمبتكرين في شتى مجالات العلوم والمعرفة، وهو بحق يدعُو للفخر والاعتزاز بشباب هذا الوطن.
وُجُود هيئة واحدة تُعنى برعاية واحتضان وتسويق ودعم أفكار المُبدعين، وتتوحد فيها الجُهُود المبذُولة حاليًا من قبل عدة مُؤسسات سيكُون لها تأثير أقوى في رعاية الموهُوبين في مجالات الاختراع والابتكار.

الخميس، 12 ديسمبر 2013

المكتبة الإسلامية بروي

المكتبة الإسلامية بروي بولاية مطرح، التابعة لوزارة التراث والثقافة، من المكتبات العريقة في عُمان، وتضم الكثير من الكُتُب والمصادر القديمة في مُختلف العُلُوم.
إلا أن هذه المكتبة تحتاج إلى نظرة جدية لتطوير خدماتها، وفهرسة مُحتوياتها بطريقة أكثر فاعلية؛ لكونها مكتبة تخدُم شريحة مُهمة من المُجتمع بفضل موقعها المهم في وسط المدينة.

أهمية الثقافة

السلُطات الأربع حسبما قسمها عُلماء السياسة والإدارة وفقهاء القانُون؛ هي: السُلطة التشريعية، والسُلطة التنفيذية، والسُلطة القضائية، إضافة إلى سُلطة الصحافة والإعلام. وجميعها يجب أن تعمل بصُورة تكاملية وتعاوُنية من أجل الارتقاء بالأوطان.
هُناك توجهات جديدة تُتداول في أوساط المُجتمعات المُتقدمة حول انضمام سُلطة خامسة ضمن سُلُطات الدولة، وهي: سُلطة العُلماء والمُثقفين وأصحاب الفكر والرأي، وبما يُطلق عليها: سُلطة الثقافة، وأصبح لها تقديرُها واحترامُها.
فهي اليوم لها تأثير بالغ الأهمية في حركة المُجتمع، وترسيخ القيم، وتوجيه الرأي العام، وخدمة توجهات الدولة وإستراتيجياتها التنموية والإصلاحية.

يوم القوات المُسلحة

حفظ اللهُ جلالة السلطان المُعظم ذُخرًا وفخرًا ونبراسًا لعُمان وشعبها الأبي، ووفق الله القوات المُسلحة في مُهمة البناء والمجد.. اللهم آمين.

الإعلام وخلق الصورة الذهنية

الإعلام بمُختلف وسائله.. أداةٌ فاعلةٌ وجبارة في تشكيل وجدان وفكر أفراد المُجتمع، ويعمل على خلق صُورة ذهنية لديهم عن الواقع الذي يعيشُونه.
من المُهم جدا أن تقيس كُل مُؤسسة -مهما كانت توجهاتها- الصورة الذهنية لدى المتعاملين معها ولدى الرأي العام عما تُقدمه من خدمات في المُحيط الذي تعمل فيه.
فهي وسيلة مُهمة يُمكن من خلالها بناء العديد من الإستراتيجيات التطويرية.

المُؤسسة المتميزة

المُؤسسة التي تجعل مُتلقي الخدمة لديها على قمة الهرم التنظيمي لديها، والمُحرك الأساسي لتوجهاتها هي مُؤسسة تستحق أن يُطلق عليها مُؤسسة ناجحة وتتميز بإدارة عصرية.
المُؤسسة التي تعمل على تسخير وإخضاع إجراءات العمل لديها لمُتطلبات وتطلعات واحتياجات أفراد المُجتمع وليس العكس هي مُؤسسة يجب التفاخُر بها والإشادة بالعاملين فيها.
من المُهم جدا أن نعلم أن أي مُؤسسة مهما كانت أغراضُها (قطاعا عاما، قطاعًا خاصا، قطاعًا أهليا) هي خادمة لمُتلقي الخدمة لديها، وتعمل على تحقيق رغباتهم واحتياجاتهم.
من المُهم جدا أن نعي أن أي مُؤسسة لا تعيش، ولا تستمر، ولا تتقدم، إلا في ظل رضا العُملاء عنها، ودعمهم لمُنتجاتها وخدماتها.

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

تهنئة من القلب

تحية محبة وتقدير لصُناع المجد وحُماة الوطن. تحية إجلال لصُناع الانتصارات والبُطُولات. تحية عرفان لتلك الأرواح التي ضحت من أجل رفعة هذا الوطن.
يوم قُوات السلطان المُسلحة، أحدُ الأيام الخالدة في روزنامة التاريخ العُماني المجيد. كل عام وأنتُم في رفعة وتقدم، تحت ظل قيادة حكيمة قدمت أروع التضحيات من أجل رُقي وازدهار عُمان.

أهمية الجمعيات التعاوُنية

أشار رئيسُ الهيئة العامة لحماية المُستهلك في اللقاء الذي أجراه معه تليفزيُون سلطنة عُمان، مساء أمس، إلى موضُوع الجمعيات التعاوُنية، والتي سبق فيها توجيهٌ سام من لدُن جلالة السلطان المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه. مُوضحا أن الهيئة قد بادرت وأعدت مُقترحا أو تصورا لشكل وآليات عمل هذه الجمعيات، والتي أكد على أن لها مُساهمة فاعلة في الجانب الاقتصادي والاجتماعي على مُستوى العالم.
وقدم إحصاءات واقعية عن مدى مُساهمة هذه الجمعيات في اقتصاديات الكثير من الدول المُتقدمة والنامية، وعملت على خلق فُرص عمل للشباب على المُستوى العالمي. كما تُشجع على وُجُودها العديد من المُنظمات الدولية؛ لما تلعبُه هذه الجمعيات من دور إيجابي في تحقيق مبدأ التكافُل الاجتماعي بين الناس.
مثل هذه الأفكار من المُهم جدا الأخذ بها لما لها من أهمية في تحقيق الأمن الغذائي وحماية المُستهلك. ومجلس عُمان عليه مسؤُولية كبيرة تجاه الدفع في الإسراع في إقامة مثل هذه الجمعيات، وسن التشريع المُناسب لتنظيم مثل هذه الجمعيات، والعمل على الاستفادة من مُقترحات هيئة حماية المُستهلك في هذا الخُصُوص.
فالجمعيات التعاوُنية اليوم تقُوم بدور رائد في خدمة المُجتمع، وهُناك دُول قد نجحت في هذا التوجه، وعلى رأسها دولة الكويت الشقيقة.

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

أهمية الحوافز

الحوافز هي قوة خارجية لها إسهامٌ كبيرٌ في دفع الفرد ورفع معنوياته نحو الإبداع والتميز.
كما تُسهم الدافعية أيضًا في تحقيق هذا الدور، خاصة إذا ارتبطت مع فهم واقعي لشخصية الفرد وحاجاته؛ فالحاجات بطبيعتها مُرتبطة بالبشر، وهي مُختلفة من فرد لآخر.
وليس بالضرُورة أن تكُون الحوافز المالية هي الدافع الوحيد نحو التميز والإنجاز على الرغم من أهميتها لحياة الفرد، إلا أن طبيعة ومُقومات الشخصية الإنسانية تحتاج إلى من يستوعبها ويقدر حاجاتها.

إنجازٌ عُماني

استطاع المُهندس العُماني أحمد بن سعيد الحتروشي الحُصُول على الميدالية الذهبية عن ابتكاره الخاص بإنتاج الطاقة النظيفة (الوقود الحيوي) باستخدام زيت كبد سمك القرش.
إنجازٌ عُماني يستحق الإشادة والتقدير والدعم والتحفيز.. وفقه الله.

الأحد، 8 ديسمبر 2013

قافلة أثير الثقافية في باريس

نُخبة من شباب هذا الوطن، اعتادُوا سنويا الطواف بعواصم العالم للتعريف بالمنجز الثقافي، ومكنُونات التراث العُماني الخالد، يُمثلُون الوجه الحضاري لعُمان؛ من خلال تقديم إبداعاتهم وتعريف الآخر بها، من أجل ترسيخ عُرى التفاهُم والحُوار والسلام والتعاوُن والتبادُل الثقافي بين الشعُوب.
وأنا اتصفح جريدة عُمان، صباح اليوم، لفت نظري ذلك النشاط المُفعم بالحيوية لقافلة أثير الثقافية، الموجُودة حاليًا في عاصمة النور باريس، برعاية كريمة وتشجيع رائع من قبل سفير السلطنة سعادة الشيخ حميد المعني. فهُناك العديد من البرامج الثقافية قدمها الشباب ضمن رحلتهم هذه، حضرها رُمُوز الثقافة في العاصمة الفرنسية باريس.
وقد كان لتعليق أحد رُواد المعرض الذي أقامتُه القافلة الثقافية على صُورة لطفلة عُمانية بزيها التقليدي ونظرتها إلى المُستقبل بثقة وأمل وقع كبير على نفسي، وهُو يقُول: "إنها تنظرُ إلى المُستقبل نعم، لكنها تقفُ وترتدي التاريخ وتتمسك به، كما تتمسك نظرتها بالمُستقبل؛ لذلك لن تسقُط هذه الفتاة أبدًا".
كل الشكر والمحبة لشباب هذا الوطن العزيز على مثل هذه الجُهُود الطيبة.

عُمان ذات عُمق تاريخي مجيد

استطاع العُمانيون عبر الحقب الزمنية المُتعاقبة تحقيق إنجازات حضارية وإنسانية، واستطاعوا بفكرهم المتجدد والمتطور تطويع البيئة لخدمتهم مهما كانت صُعُوبتها ووعُورتها، وقد عملوا بجد ومُثابرة في الاعتماد على الذات. والمُتمعن والمتأمل في التراث المادي والفكري للإنسان العُماني، يجدُ الدلائل الواضحة على الإنجازات الحضارية التي يجبُ على الأجيال الافتخارُ بها.
انظُرُوا إلى القنوات المائية التي أبهرت العالم بتقنياتها ونظامها الفريد، انظُرُوا إلى العبقرية العُمانية في كيفية إنشاء الواحات الزراعية في قمم الجبال وعلى ضفاف الأودية، انظُرُوا إلى الجنائن المُعلقة في الكثير من المدن العُمانية كالجبل الأخضر ومسفاة العبريين بولاية الحمراء، والتي تم نحتُها في الصخر بشكل هندسي رائع الجمال، انظُرُوا إلى القلاع والحُصُون والأبراج المُثيرة في البناء والفخامة، والتي تميزت بهندستها الرائعة ومُكوناتها الراقية.
انظُرُوا إلى التاريخ البحري وأساطيلهم البحُرية التي أرعبت أقوى القُوى العالمية، وفق مُعطيات عصرها، انظُرُوا إلى الإنجازات الحضارية التي ركزت على نشر المحبة والسلام والتفاهُم والتسامح بين شُعُوب العالم، انظُرُوا إلى الإنجازات الفكرية والعلمية والمعرفية للعُمانيين عبر العُصُور، انظُرُوا إلى النظام السياسي والإداري والاجتماعي الذي أسسه العُمانيون طُوال عُهُودهم الماضية، والذي يُؤكد على عراقة الإدارة وقُدرات الإنسان العُماني التنظيمية والقيادية الفاعلة في مُحيطه الإنساني.
اقرأوا تاريخ عُمان المجيد؛ فمُنذُ فجر التاريخ عُرف عن عُمان استقلاليتها والمُحافظة على كيانها، واعتمدت على جُهُودها في تنمية حضارتها الإنسانية. ومُنذ عهد الرسُول -عليه الصلاة والسلام- وعُمان دولة لها تقديرُها واحترامُها، وشكلت أهمية إستراتيجية بين ممالك العالم، وأسهمت بفاعلية في نشر الحضارة الإسلامية.
وقد جدد هذا الدور الإمامُ الجلندى بن مسعُود بن جيفر عام 132هـ/749م، وكانت دولة تتمتع بكيان سياسي مُستقل، لها اتساع جُغرافي شمل أجزاءً من الساحل الفارسي والهندي والإفريقي، ولها مُنجزاتُها الحضارية، قد سطرها التاريخ بماء من ذهب.
اليوم، نحنُ بحاجة إلى توظيف هذا التراث الإنساني لبناء المُستقبل، ومن المُهم تذكيرُ الشباب بتاريخهم المجيد وحاضرهم المُشرق، والعمل على الأخذ بالأفكار المستنيرة وخلق المُبادرات التحفيزية لدفعهم نحو العمل الجاد، والمُثابرة الأكيدة لمُواجهة تحديات العصر، ومُتطلبات الحياة العصرية.
ولا يُمكن للشباب تحقيق ذلك إلا من خلال تركيزهم على العلم والمعرفة، وتحليهم بالصبر والعزيمة، والتحلي بالقيم والمبادئ الرفيعة، وعليهم إدراك مسؤُولية المُحافظة على مُنجزات النهضة المُباركة، التي يرفلُون بنعيمها وخيراتها الوافرة، وأن يعملوا بجد وإخلاص من أجل مُواصلة العطاء والبناء لخدمة عُمان الغالية.

السبت، 7 ديسمبر 2013

دُول المجلس غير مُهيأة لقيام اتحاد فيما بينها

تصريح معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بعدم انضمام السلطنة للاتحاد الخليجي في حالة قيامه، هو نظرةٌ عميقة للمُستقبل، وهذه النظرة لها عُمقٌ إستراتيجي يستحق الاحترامُ والتقدير.
ومن المُهم جدا النظر إلى هذا الأمر بواقعية؛ فجميعُ دُول مجلس التعاوُن لا تزال غير مُهيأة لقيام هذا الاتحاد، لوُجُود تبايُن كبير فيما بينها من الناحية الاقتصادية، والنظام السياسي، وتوجهاتها ورُؤيتها المُستقبلية.
المُؤشرات تُوحي بأن هذا الاتحاد عند قيامه لن يُضيف شيئًا جديدًا إلى منظُومة دُول المجلس وشُعُوبها في ظل توجهاتها الحالية.

الخميس، 5 ديسمبر 2013

إطلاق قناة تليفزيُونية تُعنى بالتراث الثقافي العُماني

اتخذ مجلسُ إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيُون، اليوم، قرارًا بالبدء في اتخاذ الخُطُوات التنفيذية لإطلاق قناة تليفزيُونية تُعنى بالتراث الثقافي العُماني كالفُنُون التقليدية، والصناعات الحرفية... وغيرها من أشكال التراث العُماني المادي وغير المادي.
وكذلك إجراء دراسة لإنشاء إذاعة مُتخصصة تُعنى بالتراث الفني، والموروث الموسيقي العُماني؛ بهدف المُحافظة على الهُوية الثقافية العُمانية وترسيخها.
هذا القرارُ قد أسعد الكثير من المهتمين بهذا الجانب، ونتطلع لأن تكُون هذه القناة بمُستوى عال من المهنية، وأن يتم التقاطُ بثها على مُستوى ولايات السلطنة، وعلى المُستوى العربي والعالمي أيضًا.
كُل الشكر لمجلس إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيُون على هذه الخُطوة الرائدة.

أهمية أشجار السمر والسدر والغاف في البيئة الطبيعية

اطلعتُ، مُؤخرا، على دراسة أجراها ديفيد آينسال حول أهمية أشجار السمر والغاف، ودورها الحيوي في الطبيعة العُمانية، وهذه الدراسة قام بترجمتها ونشرها في كتاب رئاسة أركان قوات السلطان المُسلحة مشكُورة، ضمن اهتمامهم بالبيئة ومُكوناتها ودعم تنميتها.
الدراسة تُؤكد أن هذه الأشجار من الأشجار التي تكيفت مع البيئة مُنذ آلاف السنين، وهي مُقاومة للحرارة وقلة الأمطار والأمراض النباتية ولها فوائد عظيمة.
حيثُ تُسهمُ بدور فاعل في نقاء البيئة بامتصاصها لغاز ثاني أُكسيد الكربُون، الذي يعتقدُ العُلماءُ أنه سببُ التغير المُناخي والاحتباس الحراري، كما تمتص الغازات الضارة الأُخرى، والتي تنبعثُ من السيارات والعمليات الصناعية، وتُسهم أيضًا في خفض التلوث الضوضائي الناتج عن ازدحام المُرُور والآلات الأُخرى.
جذع شجرة السمر الواحدة بأفرُعها وأوراقها تدعم 86 من الثديات الموجُودة في عُمان، والتي تتغذى على أوراقها وثمارها أو تستخدمها كمأوى آمن يقيها من الحيوانات المُفترسة الأُخرى أو كملجأ يحجب عنها حرارة الشمس.
هُناك أيضًا 18 نوعًا من الطيُور التي تستخدم هذه الشجرة لبناء أعشاشها أو الراحة فوق أغصانها. وهُناك 9 أنواع من الزواحف تستخدمها سواءً للقنص أو الاستراحة. وهُناك مئات من الحشرات التي تتغذى وتتربى على أفرُعها أو تسكُن وسط هذه الأفرُع، بالإضافة إلى العديد من الكائنات الدقيقة التي تعيشُ في جُذُورها وجذعها وأغصانها.
تستطيع هذه الشجرة امتصاص مقدار من حرارة الشمس؛ مما يُساعد على نُمو النباتات الصغيرة حولها والاحتفاظ بالرطُوبة. ومن أسرار هذه الشجرة بأن أوراقها الصغيرة قد حباها اللهُ بقُدرتها على الاستدارة من الوضع الأفقي حيث تمتص ضوء الشمس.
ونتيجة لفضلات الحيوانات التي تلجأ إلى هذه الشجرة، ولوُجُود المواد العُضوية للكائنات التي تعيش تحتها وعلى أغصانها، والتي تصل إلى مائة نوع من الكائنات الدقيقة فهي تتحول إلى مخصب غني للتربة، يُساعد على تكاثُر هذه الشجرة وغيرها من النباتات.
وهُناك كائناتٌ دقيقة مُتخصصة تعيشُ حول الجُذُور تعمل على تثبت النيترُوجين من الهواء إلى أجزاء التربة؛ مما يجعلها أكثر خُصُوبة، خاصة بعد تحلل أوراق الشجرة المُتساقطة على الأرض.
شجرة السمر أيضًا من الأشجار التي يتغذى عليها النحل لإنتاج أجود أنواع العسل في العالم، وفي نفس الوقت الحشرات التي تنمُو في أغصانها هي وسيلة لنقل اللقاح بين الأشجار، مما يُؤدي إلى تكاثُر هذه الشجرة.
هذا ما تلعبه أيضًا شجرة السدر، وكذلك شجرة الغاف المُعمرة في عُمان، والتي يصل عُمر بعض الأشجار منها إلى أكثر من مائتي عام، وتُعد من الأشجار المُقاومة للحرارة والجفاف والمُلُوحة، وهي ذات موطن أصلي في عُمان، وتغنى بها شُعراء العرب، ولها فوائدُ بيئية وطبية، وتلعب دورًا كبيرًا في المُحافظة على المياه، ونُمو وتكاثُر الحياة الفطرية، وتُسهم في تثبيت الرمال والتُربة، وتحقيق التنوع والتكامُل البيئي فيها.
فعملية الاهتمام بمثل هذه الأشجار، والإكثار منها في بيئتها الطبيعية، أصبح مطلبًا مُلحا يجب التخطيطُ له بجدية. وتبني فكرة زراعتها كأشجار زينة في الشوارع والأماكن المفتُوحة، سيدعم عملية الإبقاء على هذه السلالة النادرة من الأشجار؛ فهي أشجارٌ غير مُكلفة ولا تستهلك مياهًا كثيرة، مُقارنةً بالأشجار التي نراها بالشوارع العامة.
الدراسات والواقع الذي نُشاهدُه يُؤكدان أن هُناك خطرًا مُحدقًا بتناقُص هذه الأشجار من البيئة العُمانية، ومن المُهم جدا التبصر لهذا الجانب، وذلك من مبدأ المُحافظة على التوازُن الطبيعي في الموائل الطبيعية. والله يُوفق الجميع لما فيه الخير.

الأحد، 1 ديسمبر 2013

أهمية التوازُن البيئي

تُشكلُ البيئةُ الطبيعيةُ عُنصُرًا مُهما للحياة؛ ولهذا كانت تُسميها الحضارات الإنسانية القديمة برُوح الحياة.
وذلك لما تُضفيه مُكونات البيئة الطبيعية من كائنات حية، وعناصر غير حية على البيئة من نُمو وتوازُن واستقرار بين كافة مُكوناتها؛ وذلك وفق أنظمة طبيعية ليس للإنسان تدخل فيها.
حيثُ متى ما تدخل الإنسانُ في أي عُنصر من عناصر هذه البيئة بصُورة سلبية، أو أحدث خللًا ما في هذه المنظُومة الطبيعية، بطريقة مُباشرة أو غير مُباشرة، فإن العاقبة ستكُون وخيمة عليه، وعلى حياته وراحته وصحته، وكذلك على تكاثُر الكائنات الحية الأُخرى في مُحيطها الحيوي بصُورة طبيعية على هذا الكوكب، الذي خُلق ليستوعب الجميع في ظل توازن بيئي وبيُولوجي، يشملُ كافة الكائنات الحية، ويقُوم على التنوع والتكامُل البيئي في الأرض، وتلك حكمةٌ أرادها اللهُ سُبحانه وتعالى، فما من مخلُوق أو دابة على الأرض، إلا لها مهام في دورة الحياة، وكل كائن من هذه الكائنات الحية تعتمدُ على الآخر في معيشتها وطريقة تكيفها مع البيئة، وأن لا يطغى أي جُزء منها على الآخر.
ولهذا؛ فمن المُهم جدا أن يُسهم الإنسانُ في الحفاظ على هذا التوازُن في البيئة.

السبت، 30 نوفمبر 2013

أهمية المُحافظة على التنوع الإحيائي

استحداث المُخططات السكنية والعُمرانية في مواقع جديدة يتطلب إجراء دراسة شاملة للتنوع الإحيائي في تلك المواقع قبل تنفيذ المشاريع الجديدة فيها أو توزيعها.
ويتطلب ذلك أيضًا حصر النباتات والحيوانات والحياة الفطرية التي تعيشُ فيها، وضرُورة العمل على نقلها إلى بيئات مُشابهة جديدة؛ وذلك للمُحافظة على نوعها، كما تفعل الدول المُتقدمة.
الانتشار العُمراني المُتسارع الذي نُشاهده في بيئات كانت يومًا ذات تنوع أحيائي، سوف يُؤدي حاضرًا أو مُستقبلا إلى الإخلال بالتوازُن البيئي وكسر المنظُومة الطبيعية وانهيارها.
من المُهم جدا أن يكُون هُناك تنسيقٌ بين وزارة البيئة والشؤون المُناخية ووزارة الإسكان ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه... وغيرها من الجهات المُختصة في هذا الشأن. فالحياة لا تستقر في طبيعتها إلا ببهاء الطبيعة وانتظام نُمو كائناتها في بيئتها الحقيقية.

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

كُن كما تُريد

كُنتُ أتابع برنامج "كُن كما تُريد"، على تليفزيُون سلطنة عُمان، الذي استضاف الشيخ أحمد بن سُويدان البلوشي وزير البريد والبرق والهاتف سابقًا، بخبرته في عُلُوم الاتصالات، والمُذيع القدير مُحمد المرجبي بخبرته في الإعلام، مع نُخبة من شباب الوطن المُبدعين.
اللقاء حمل رسالةً ثريةً من أجل خدمة الوطن، والارتقاء بالشباب، وتحفيزهم على المزيد من الابتكار والإبداع، وتلاقت فيه الخبرة بطُمُوحات الشباب في حديث وُدي رائع.

استخدام قُوى الإدراك

"واللهُ أخرجكُم من بُطُون أُمهاتكُم لا تعلمُون شيئاً وجعل لكُمُ السمع والأبصار والأفئدة لعلكُم تشكُرُون" صدق اللهُ العظيم.
إن استخدام قُوى الإدراك الظاهرة والخفية لدى الإنسان بكفاءة وفاعلية وفي إطارها الصحيح، وعلى أُسُس وقواعد تقُوم على: العلم، والمعرفة، والاجتهاد، والصبر، والمُثابرة، ويقظة الضمير، وأداء الأمانة بإخلاص وإتقان كفيل بتحقيق التقدم للحضارة الإنسانية.

الخميس، 28 نوفمبر 2013

كُتاب وأُدباء العرب يلتقُون في مسقط

قبل يومين، حضرتُ الأمسية الأدبية التي أقامتها الجمعية العُمانية للكُتاب والأُدباء، برعاية معالي الدكتُور وزير الإعلام، والتي تأتي ضمن برنامج انعقاد المكتب الدائم للاتحاد العام للأُدباء والكُتاب العرب، والذي ينعقدُ لأول مرة في مسقط.
قبل بدء الأُمسية، كان لي بعضُ اللقاءات مع عدد من الأخوة العرب المُشاركين في هذا المُلتقى الطيب، كل من التقيتُه -ولله الحمد- يُثني على حُسن التنظيم لهذا المُؤتمر، وأروع ما سمعتُه تلك الكلمات التي تحدث بها كُتاب وأُدباء العرب عن محبتهم لهذا الوطن العزيز، وتقديرهم لقائد نهضة عُمان الحديثة، ومدى عشقهم لما شاهدُوه من تنمية ورُقي في الفكر والتعامُل مع الضيُوف.
وعندما سألني أحدُهم عن إمكانية مُشاركته في الرحلة التي تُنظمها الجمعية للضيُوف إلى مُحافظة الداخلية، ناديتُ له الأستاذ خميس العدوي، وهُو من المُنظمين لهذا المُؤتمر، وعندما رد عليه بكلمات عذبة تليق بضيف كريم، لمحتُ في عيون ذلك الضيف تلك الفرحة والسعادة لهذا التقدير والاحترام، شعرتُ حينها بسعادة في قلبي لأن عُمان استطاعت أن تجمع نُخبة مُهمة من العرب على طاولة واحدة.
كانت تلك أُمسية رائعة عندما تسمع لشُعراء وأُدباء عرب، وهُم يصدحُون بأعذب الكلمات في حُب الحياة، وإشراقة الأمل من أجل غد أفضل، والأجمل ذلك الفيلم الذي عُرض عن أحد كبار شُعراء عُمان، والذي بذل فيه الدكتُور مُحمد المحروقي والأديب سما عيسى ومن معهُما جُهُودًا بارعة ليظهر بهذه الصورة المُشرقة. فقد قدم الفيلم معلُومات وافية عن أبي مسلم البهلاني، الذي اشتهر بقصائده في الحُب الإلهي وغيرها من القصائد الوطنية.
شُكرًا لكُم أيها الضيُوف الكرام، كم كُنا سُعداء بتواجُدكم بيننا. وكُل الشكر لمجلس إدارة الجمعية العُمانية للكُتاب والأُدباء على هذا الجهد، الذي يفخر به كل عُماني عاشق لهذا الوطن العزيز.

دُبي تستضيفُ "إكسبو 2020"

نُهنئ الأخوة في دولة الإمارات العربية المُتحدة بفوز مدينة دُبي لاستضافة "إكسبو 2020". هذا الفوز سوف يكُون لهُ أثرٌ إيجابي على تنشيط الاقتصاد والسياحة في جميع دُول مجلس التعاوُن الخليجي.
بالإضافة إلى إسهامه في التعريف بثقافة دُول المنطقة، ويُسهم أيضًا في تفعيل الحُوار والتبادُل الثقافي مع جميع ثقافات العالم. ويُشكل فُرصةً كبيرةً للتبادُل المعرفي والتكنُولُوجي مع الدول المُتقدمة.
لقد عملت دُبي بإخلاص من أجل النجاح في استضافة هذا الحدث العالمي. فدُبي مدينةٌ عصرية وعالمية تتقدم يومًا بعد يوم من أجل النهوض باقتصادها، وهي تجربةٌ رائدةٌ صاغها أبناءُ دولة الإمارات العربية المُتحدة الشقيقة بفضل قيادتها الواعية، وعلى رأسهم صاحبُ السمُو الشيخ مُحمد بن راشد آل مكتُوم، فقد عمل بجد ومُثابرة وإخلاص للنهوض ببلده.
من المُهم جدا أن تعمل جميع دُول منطقة الخليج العربي مُتضامنين -وبصُورة تكاملية- من أجل الاستفادة من هذا الحدث العالمي، وأن يعمل الجميع على وضع الخُطط من أجل نجاحه، خاصة وأنه يُعتبر وجهةً عالمية في الارتقاء بالمشاريع الاقتصادية والتجارية والخدمية، لا سيما في مجال التجارة البينية، وتفعيل الصناعة السياحية.
وفق اللهُ الأخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة لما فيه الخير، فنجاحُهم هُو نجاحٌ لجميع الدول العربية والخليجية.

حكمة

"عند اقتلاع آخر شجرة على وجه الأرض، وتلويث آخر نهر، وصيد السمكة الأخيرة المُتبقية، عندها فقط سنُدرك أننا لا نستطيع أن نأكُل النقُود". من تُراث الهُنُود الحُمر

شركة قُريات للاستثمار والتطوير السياحي

مُنذُ أكثر من سنة ونصف السنة، عرضتُ في هذه الصفحة على أبناء ولايتي (قُريات) فكرة إنشاء شركة أهلية، يُسهمُ فيها أبناء الوُلاية -كل حسب مقُدرته- تتولى هذه الشركة الاستثمار في المُقومات السياحية والاقتصادية للوُلاية، خاصة في ظل افتقار الوُلاية لبعض مثل هذه المشاريع.
هُناك من أيد الفكرة، وآخر عمل على تشتيتها وإحباطها، وبعد كُل ما سمعتُه سلمت الفكرة بتفاصيلها إلى عُضوي مجلس الشورى، لعلهما يُضيفان على الفكرة شيئًا ويعملان على تبنيها.
المُهم.. هذه الفكرة بعدما قرأها الكثيرُ من أبناء الوطن في بعض الولايات، راقت لهُم الفكرة، وتبنوها، وأصبحت أمرًا واقعًا في عدد من الولايات الآن، ولقيت الدعم من قبل المسؤُولين في الدولة، وقد سعدتُ كثيرًا بهذا.

سعادة الأخ العزيز سعيد بن جُمعة الغزيلي عُضو مجلس الشورى (المُحترم)
سعادة الأخ العزيز سالم بن حُمُود الغماري عُضو مجلس الشورى (المُحترم)
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُه.. وبعد:

مُقترح بإنشاء شركة قُريات للاستثمار والتطوير السياحي

يسُرني أن أرفع إلى سعادتكُما مُقترحًا بإنشاء شركة مُساهمة بالوُلاية، تتولى الاستثمار في أنشطة اقتصادية مُختلفة، وتعملُ على تقديم خدمات تجارية وسياحية مُتنوعة نرى ضرُورة تواجُدها بالوُلاية؛ وذلك نظرًا لما يتوافر فيها من مُقومات تاريخية وحضارية وطبيعية.
كما أن وُجُود مثل هذه الأنشطة يُشكل مُساهمة فاعلة للقطاع الأهلي والخاص في تنمية الوُلاية وتطويرها واستغلال الفُرص الاقتصادية فيها، مما يُسهم ذلك في خلق فُرص عمل لأبناء الوُلاية واستثمار الأموال بطريقة تُساعد على خلق قيمة مُضافة للاقتصاد الوطني.
وإذا ما رأيتُما هذا المُقترح جديرًا بالدراسة والتنفيذ، نقترحُ عليكما عرضه على الجهات المعنية، وبعض الشخصيات الفاعلة بالوُلاية، بمن فيهم رجال الأعمال وقطاع الشباب، ودراسته بطريقة علمية، وفيما يلي بعض تفاصيل المشرُوع المُقترح:
مُقدمة:
تُشكل قُريات واحدة من الولايات العريقة من ولايات السلطنة، وتمتلكُ العديد من المُقومات التاريخية والحضارية والطبيعية، وهي ذات جذب سياحي واستثماري، وقابلة لاحتضان العديد من المشاريع الاقتصادية، خاصة في مجال صناعة السياحة وتقديم الخدمات.
ونظرًا لافتقار الوُلاية لمثل هذه المشاريع الاقتصادية الحيوية -لا سيما المُتعلقة بالسياحة كالفنادق، والاستراحات السياحية، واستغلال مُقومات التنوع الجُغرافي والطبيعي للولاية، يسُرني تقديم فكرة تتمثَّل في إنشاء شركة مُساهمة استثمارية مُغلقة، يُسهم في تأسيسها أبناءُ الوُلاية الطمُوحُون للاستثمار وتطوير الوُلاية، وهذه الفكرة قابلة للحُوار والنقاش الحضاري بين أبناء الوُلاية، إذا ما وجدُوا فيها جدوى اجتماعية واقتصادية، ولها قابلية للتطبيق. وتتمثل الفكرة في التفاصيل التالية:
1- اسم الشركة: شركة قُريات للاستثمار والتطوير السياحي، ومقرها الرئيسي ولاية قُريات.
2- الشكل القانُوني للشركة: شركة مُساهمة، أو شركة قابضة تتفرع منها عدة شركات.
3- مجالات الشركة: الاستثمار في مجال الصناعة والتجارة، وتطوير وتقديم الخدمات السياحية.
4- أهم المشاريع الاستثمارية المُقترحة للشركة:
أ- إقامة فنادق واستراحات سياحية، ذات مُستويات مُختلفة في عدد من قُرى الوُلاية، واستغلال المواقع السياحية بالوُلاية، والتي تُمثل نُقطة جذب للسياح، خاصة الشواطئ وضفاف وادي ضيقة.
ب- إنشاء وإدارة المطاعم السياحية بطريقة عصرية، وبصُورة راقية تتناسب مع مُتطلبات السياحة العالمية.
ج- إقامة مركز تجاري كبير في مركز الوُلاية، يشتملُ على مُختلف الخدمات التجارية والتسويقية.
د- إنشاء وإدارة مدينة ترفيهية، تشتملُ على مُختلف الخدمات وألعاب الأطفال.
هـ- إقامة مدينة ترفيهية للألعاب المائية على ضفاف سد وادي ضيقة.
و- إدارة محطات تزويد الوقُود على الشارع الرئيسي قُريات – صور.
ز- إنشاء وإدارة معهد للتدريب والتطوير الإداري والفني.
ح- إدارة سُفُن مُتطورة وبحجم كبير لصيد الأسماك.
ط- إدارة وتسويق الأسماك.
ي- إقامة مصنع لتعليب وتجفيف الأسماك.
ك- إنشاء مصنع لتعبئة المياه بالقُرب من سد وادي ضيقة، باسم تجاري (ضيقة).
ل- إنشاء مصنع حديث لإنتاج الطابُوق والمُنتجات الأسمنتية.
م- إنشاء وإدارة كسارة لإنتاج مواد البناء.
ن- إدارة تقديم الخدمات التجارية، ومشاريع البناء والتشييد.
5- المسؤُولية الاجتماعية للشركة:
- إنشاء وإدارة جمعيات تعاوُنية في مُختلف قُرى الوُلاية؛ وفقًا للمساحة الجُغرافية والكثافة السكانية، تُقدم خدمات بيع المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية، بأسعار تتناسب مع قُدرات المُستهلكين.
- إقامة مركز قُريات الثقافي، الذي يشتمل على مسرح وصالة سينما، ومكتبة عامة ومكتبة أطفال، وصالة مُتعددة الأغراض، ومتحف يعرض فيه تُراث الوُلاية المادي وغير المادي بطريقة عصرية وجاذبة، وعرض أُسلُوب الحياة الاجتماعية للإنسان عبر العُصُور، وصالة للفُنُون بتوجهاتها المُختلفة، ومعرض لبيع المُنتجات الحرفية والتراثية.
- إدارة مشاريع خيرية ووقفية يعُود ريعُها إلى تمويل المشاريع الاجتماعية كالمركز الثقافي ودعم الجمعيات الاستهلاكية.
6- آليات تنفيذ وإشهار الشركة:
* تشكيل فريق عمل لمُتابعة إجراءات التنفيذ، تحت إشراف أعضاء مجلس الشورى مُمثلي الوُلاية، وبعض الشخصيات الفاعلة اقتصاديا واجتماعيا بالوُلاية.
* تشكيل مجلس تأسيس لإدارة عملية إشهار الشركة، والاتصال بالجهات المعنية لأخذ المُوافقات اللازمة.
* فتح المجال لرجال وسيدات الأعمال وشباب الوُلاية للمُساهمة في رأس مال الشركة.
* طرح فكرة إنشاء الوُلاية على الشخصيات الفاعلة بالمُجتمع؛ من خلال جلسات استماع ومُناقشة وحُوار هادف.
* وضع نظام أساسي للشركة، وتحديد رُؤيتها ورسالتها وأهدافها وغاياتها في خدمة المُجتمع والاقتصاد الوطني.
* وضع دراسة للجدوى الاقتصادية والاجتماعية لمشاريع الشركة.
هذه الفكرة أطرحُها للنقاش والحُوار، وهي قابلة للتعديل والتغيير والإضافة؛ سعيًا لتحقيق قيمة مُضافة لاقتصادنا الوطني وخدمة مُجتمع الوُلاية.
واللهُ من وراء القصد...،
أخُوكُم/ صالح بن سُليمان بن سالم الفارسي

الأحد، 24 نوفمبر 2013

كل الشكر لكُم

الجمعية العُمانية للكُتاب والأُدباء لها جُهُودٌ مُخلصة من أجل الارتقاء بالمشهد الثقافي والمعرفي في عُمان. واستضافتُها لاجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأُدباء والكُتاب العرب -لأول مرة في مسقط- ينم عن نجاح لتوجهات مجلس إدارتها في الارتقاء برسالتها ورُؤيتها من أجل خدمة الوطن.
كُل الشكر لأعضاء مجلس إدارة الجمعية على هذه الجُهُود الطيبة، ووفقهُم اللهُ لما فيه الخير.

الأحد، 17 نوفمبر 2013

18 نُوفمبر المجيد.. نقلة حضارية في تاريخ عُمان المُعاصر

اعتمدت عُمان، مُنذ فجر التاريخ، على جُهُودها وإمكاناتها في التنمية الإنسانية، وشهدت عبر تاريخها المجيد فترات من الازدهار الاقتصادي والثقافي والمعرفي، وحققت العديد من الإنجازات الحضارية والإنسانية في شتى مجالات الحياة، وقد ارتبطت تلك الإنجازات بالإنسان وقُدرته على المُثابرة والعطاء ومُواكبة مُتطلبات عصره، من أجل تحقيق تنمية مُستدامة واستقرار اجتماعي، إضافة إلى وُجُود نظام سياسي وإداري مُفعم بالنشاط والحيوية، ويتسمُ بالكفاءة والفاعلية، وعمل بإخلاص في بناء الهيكل الأساسي للمُجتمع، والوفاء بمُتطلبات واحتياجات المُواطنين.
وتُشير الدراسات والشواهد التاريخية (الفكرية والمادية) بأن الحضارة العُمانية الراقية والمُزدهرة عبر المراحل الزمنية القديمة قد أعطت أُنمُوذجًا إيجابيا تجاه العمل التنموي، الذي اتصف برُوح المُبادرة، والعمل الجاد، والاستقلالية، والمُثابرة، والإبداع والابتكار، والاعتماد على الذات، وذلك وفق قيم ومبادئ ومفاهيم حضارية، ترتكز على تطبيق قيم الإيمان، ومكارم الأخلاق، والعدالة، والمُساواة، والشورى، والأمانة، والإحسان، والإخلاص، والصبر، والتعاوُن، وتُؤمن بالمُشاركة وحُرية الرأي والحُوار والرأي الآخر، وبمبدأ الاعتدال والإصلاح؛ بما يُحقق كرامة الإنسان والنهُوض بفكره ومعارفه من أجل بناء الحضارة الإنسانية.
ويُعتبر يوم 23 يُولُيو من العام 1970م، أحد الأيام التاريخية المجيدة في عُمان؛ حيثُ أعاد لعُمان مكانتها الحضارية بين الأُمم، وبدأت من خلاله نهضة حديثة وتنمية شاملة من أجل الإنسان العُماني الذي هُو أيضًا أداتُها وصانعُها. وقد حرص قائدُ هذه النهضة المُباركة جلالة السلطان قابُوس بن سعيد المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- على تهيئة كافة الظرُوف السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ من أجل بناء الإنسان، وتحقيق الإنجازات العظام، والتي أسهمت في تغيير وجه الحياة في عُمان، وإعادة أمجادها التاريخية المُشرقة.
وأصبحت عُمان في ظل هذه النهضة الحديثة ترفلُ بثوب العزة والمجد والفخار والسؤدُد، في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ من خلال خدمات مُتكاملة عمت جميع أرجاء السلطنة، ومُحققة تنمية شاملة ومُستدامة، هدفُها البناء والإنجاز، وغايتُها تحقيق تنمية بشرية مُتنامية، وتوفير حياة كريمة للمُواطن العُماني، مُتمتعًا بكامل حُقُوقه الوطنية والإنسانية، وأتاحت لهُ فُرصة المُشاركة في البناء والتعمير، والتفاعُل بإيجابية مع مُحيطه الحضاري والإنساني.
وكانت مُرتكزاتُ النهضة الحديثة في عُمان مُنذ انطلاقتها هي: الاستثمار في تنمية وتطوير الموارد البشرية؛ لكونها الخيار الإستراتيجي لبُلُوغ الغايات السامية للتنمية، وتثبيت مبادئ الحق والعدالة، والاهتمام بالبنية الأساسية، وإقامة دولة القانُون والمُؤسسات، والعمل على إدارة موارد البلاد وإمكانياتها بطريقة تحقق أفضل استخدام مُمكن لها، بالإضافة إلى التفاعُل مع الظرُوف المتغيرة للمُجتمع والاتجاهات العامة للمبادئ الإنسانية الكونية وفق خُطُوات مدرُوسة، وبتطبيق أسلوب الواقعية في التفكير والتنفيذ لكافة خُطط التنمية في البلاد.
وعندما نتأمل في إنجازات النهضة المُباركة مُنذ العام 1970م، التي عمادُها ومحورُها الإنسانُ العُماني صناعةً وصياغة، نجد أنها مرت بمراحل مُختلفة من التطوير والتجديد، وفي إطار من التدرج المنطقي والعقلاني، الذي يُراعي ظرُوف وواقع المُجتمع وثوابته الراسخة، ومُعطيات الحاضر والرؤية المُستقبلية للتنمية، مع الحفاظ على مُرتكزات وإنجازات الماضي العريق.
وتُمثل المرحلةُ الأولى للتنمية في عُمان في الفترة من العام 1970م إلى العام 1974م، والتي يُمكن أن نُطلق عليها مرحلة التأسيس والتكوين لبناء الدولة العصرية. وقد ركزت هذه المرحلةُ على التسريع في تكوين البنية الأساسية للتنمية، وتوفير الخدمات الأساسية للمُواطنين كالتعليم والصحة والكهرباء والمياه والمُواصلات، بالإضافة إلى مُواجهة كافة التحديات بتسامُح وواقعية، وبحكمة وعقلانية، وبُعد نظر ورُؤى سديدة بما يُحقق مبدأ الوحدة الوطنية.
وكذلك الانفتاح على العالم الخارجي بتوسيع نطاق علاقات السلطنة مع مُختلف الدول الشقيقة والصديقة والمُنظمات الدولية، وتأكيد الانتماء العربي والإسلامي؛ وذلك على أُسس متينة وراسخة، ترتكزُ على مبادئ العدل، والسلام، والتعاوُن المُشترك، والاحترام المُتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية، والعمل على حل الخلافات الدولية بالحُوار والحكمة، وعلى أساس مبدأ "لا ضرر ولا ضرار". كما استطاعت السلطنة من خلال مُفاوضات هادئة وعقلانية وواقعية إنهاء كافة الخلافات العالقة بشأن الحُدُود البحرية والبرية مع كافة جيرانها، وقدمت السلطنة بذلك أُنمُوذجًا راقيًا في تحسين وتطوير علاقاتها مع كافة دُول العالم.
كما تُمثلُ المرحلة الأُولى من عُمر النهضة المُباركة البداية الحقيقية للتشريعات الحديثة في سلطنة عُمان؛ وذلك من خلال صُدُور أول مجمُوعة من القوانين التي تحكُم العلاقات الإنسانية والأنشطة المُختلفة في الدولة، وترسيخ مبادئ الحق والعدالة، بالإضافة إلى وضع قواعد راسخة لتنظيم مسيرة العمل الوطني في البلاد، وتجلى ذلك في إنشاء أهم مُكونات السلطة التنفيذية للجهاز الإداري للدولة، والتي تُمثلت في تشكيل مجلس للوُزراء وتأسيس العديد من الوحدات الحُكُومية، وتطوير أجهزة الدولة ووظائفها المُختلفة (المدني، والأمني، والعسكري)، وركزت هذه المرحلة أيضًا على استيعاب الموارد البشرية العُمانية، وتأهيلها لتحمل مسؤُولية التخطيط والبناء.
وفي العام 1975م، بدأت النهضةُ المُباركةُ مرحلتها الثانية في طريق تحقيق التنمية الإنسانية، والتي يُمكن أن نُطلق عليها مرحلة التطوير والتحديث النوعي والتخطيط المنهجي للتنمية. وإدراكًا بأهمية وُجُود جهاز إداري عصري وقوي، وقادر على إدارة مسيرة التنمية الإنسانية في البلاد بصُورة تتفق مع رُؤية جلالة السلطان المُعظم لبناء حُكُومة عصرية، فقد أصدر جلالتُه مرسُومًا سلطانيا في شهر يناير من العام 1975م، الذي قضى بتشكيل لجنة للنظر في تنظيم الجهاز الإداري للدولة، وكُلفت أيضًا بإعادة النظر في قوانين الخدمة المدنية، وتنظيم الجهاز الإداري للدولة، وتحديد اختصاصات الوزارات والدوائر الحُكُومية.
وتكللت أعمالُ هذه اللجنة بصُدُور قانُون تنظيم الجهاز الإداري للدولة بمُوجب المرسُوم السلطاني رقم 75/26، وهُو أول قانُون عصري يُعنى بتحديد اختصاصات أجهزة السلطة التنفيذية، والقواعد القانُونية التي يعملُ بمُوجبها الجهازُ الإداري للدولة في السلطنة، واستنادًا إلى هذا القانُون صدرت العديدُ من القوانين الجديدة، واستُحدثت مجمُوعةٌ من التشريعات، وتم تعديل قوانين قائمة. وتلك اللجنةُ أيضًا هي التي صاغت أول قانُون للخدمة المدنية لسنة 1975م، والذي حقق مُشاركة فاعلة في التنمية البشرية وإدارة رأس المال الفكري في البلاد بكفاءة وفاعلية.
كما ركزت مسيرةُ النهضة المُباركة مُنذ العام 1976م على الأخذ بمبدأ التخطيط الإستراتيجي الذي يُمثل الأداة الرئيسية لبناء الدولة العصرية، وإرساء دعائم التنمية على أسس علمية. وفي هذا الإطار، صدر قانُون التنمية الاقتصادية لسنة 1975م، وعملت السلطنة على وضع الخُطط الخمسية للتنمية، التي بدأت ملامحُها الأُولى للسنوات (1976-1980)، وهي أول خُطة خمسية عرفتها السلطنة في تاريخها القديم والحديث، وذلك وفق مُرتكزات وأهداف مُحددة، تتم صياغتُها من واقع وظرُوف المُجتمع الاقتصادية والاجتماعية.
وقد اتخذت السلطنة في هذا الإطار العديد من جوانب التطوير والتحديث والتغيير في مسار التنمية الشاملة، بالإضافة إلى تكملة مشرُوعات وبرامج البنية الأساسية للدولة العصرية، وعملت على بناء اقتصاد وطني قوي ومُتنوع وشريك أساسي في تحقيق التنمية الشاملة بجانب الحُكُومة والقطاعات الأهلية. كما اتسعت أنشطةُ الدولة في تقديم مُختلف الخدمات للمُواطنين؛ وذلك وفق خُطُوات مدرُوسة تقُوم على المُثابرة والجدية في العمل، ومعرفة مُتطلبات الواقع المُعاش، والأخذ بمعايير التحليل والتقييم المُستمر لتلك الأنشطة؛ بهدف التطوير والتحسين لمُستوى الأداء في مسيرة التنمية الإنسانية المُستدامة.
ومع صُدُور النظام الأساسي للدولة بمُوجب المرسُوم السلطاني رقم 96/101، بدأت مسيرة التنمية الإنسانية في عُمان مرحلةً جديدة؛ فقد أرسى النظامُ الأساسي للدولة دعائم الدولة العصرية، وأسهم في ترسيخ وتدعيم دولة القانُون والمُؤسسات، وأصبح القاعدة الرئيسية التي يرتكزُ عليها نظامُ الدولة القانُوني، والمرجع الأساسي لكافة القوانين والسياسات العامة.
ووضع النظامُ الأساسي للدولة أسسًا راسخة ومبادئ مُحددة لشكل الدولة وسُلُطاتها العامة، ونظام الحُكم القائم في السلطنة، الذي يقُوم على أساس العدل والشورى والمُساواة. وهُو في نفس الوقت يُمثل الإطار المرجعي الذي يحكُم عمل السلُطات المُختلفة ويفصل فيما بينها، وتستمد منه أجهزة الدولة المُختلفة (الجهاز المدني، جهاز الأمن، الجهاز العسكري) أسس ونطاق عملها، ويُوفر أقصى حماية وضمانات للحفاظ على حُرية الفرد وكرامته وحُقُوقه، ويُحدد المبادئ العامة لسياسة الدولة في مُختلف المجالات، وكذلك الواجبات العامة للأفراد وحُقُوقهم.
ومع صُدُور النظام الأساسي للدولة أيضًا، دخلت السلطنة مرحلة مُهمة أكثر تقدمًا في التطوير لدولة حديثة وعصرية ترتكزُ على المُؤسسات وقيم العدل والمُساواة وحُكم وسيادة القانُون وترسيخ مفهُوم المُواطنة واحترام حُقُوقها، وتكافُؤ الفُرص للجميع، وترسيخ مبدأ المُشاركة الوطنية للمُواطنين في الشؤون العامة؛ من خلال تثبيت دعائم الشورى الصحيحة والراسخة، والنابعة من تُراث الوطن وقيمه وشريعته الإسلامية، وآخذة بالمُفيد من أساليب وأدوات العصر.
وضمن هذا الإطار، فقد أخذت تجربة الشورى في عُمان -سواءً من حيث المُمارسة، أو أُطُرها التنظيمية- مسارًا متناميًا طوال عهد النهضة المُباركة، وأخذت في تطبيقها أساليب مُختلفة، واتسمت بالتطوير والتجديد عبر مراحل مُتعاقبة، ووفق تدرج واقعي ومدرُوس من قبل القيادة الحكيمة، وعلى أُسُس ثابتة وراسخة، مُستمدة من واقع الحياة وظرُوف المُجتمع العُماني ومُتطلبات التنمية، وُصُولا إلى مرحلة الانتخابات المُباشرة لكافة أعضاء مجلس الشورى من جانب المُواطنين في الولايات؛ وذلك وفق قواعد وأُسُس مُحددة ومُعلنة، تتمتع فيها المرأةُ العُمانية بحق الانتخاب والترشح على قدم المُساواة مع الرجُل لعُضوية المجلس.
كما شهدت السلطنة في هذه المرحلة من مسيرة التنمية الإنسانية نقلةً نوعيةً في إصدار وتعديل وتطوير القوانين والتشريعات والأنظمة؛ بما يتفق مع النظام الأساسي للدولة، وترسيخ مبادئ الدولة العصرية، وكان على رأسها صُدُور قانُون السُلطة القضائية الصادر بمُوجب المرسُوم السلطاني رقم 99/90، وإنشاء المجلس الأعلى للقضاء، وتكامُل منظُومة القضاء العُماني تنظيميا وقانُونيا. كما شهدت هذه المرحلة تطور الجهاز الإداري للدولة وإعادة الهيكلة والتنظيم لعدد من الأجهزة الحُكُومية القائمة؛ وذلك بهدف الارتقاء بمُستوى الخدمات التي يُقدمُها للمُواطنين.
وبالإضافة إلى ذلك، شرعت الدولة في تعزيز وزيادة اهتمامها بتنمية الموارد البشرية التي هي أساسُ التنمية المُستدامة وعمادُها، مُرتكزةً في ذلك على العمل المؤسسي وسيادة القانُون وتكامُل الأدوار بين الحُكُومة والمُواطن وكافة القوى الفاعلة في البلاد، وعملت على بناء وتعزيز ورُقي الاقتصاد الوطني القائم على العدالة والتعاوُن البناء والمُثمر مع النشاط العام؛ كونه شريكًا أساسيا في تحقيق التنمية الشاملة والمُستدامة، إلى جانب الحُكُومة والقطاع الأهلي.
وركزت مسيرة التنمية على تطوير وتشجيع مُؤسسات المُجتمع المدني؛ إدراكًا للدور المُهم الذي تقُوم به في خدمة المُجتمع، ولكونها تُشكلُ إحدى مُقومات الدولة العصرية، وأصبحت تلعب دورًا أساسيا ورئيسيا مع الحُكُومة في رسم وتنفيذ السياسات العامة والخُطط التنموية. كما أن ذلك التوجه يُعد تواصُلا مع التراث العُماني العريق الذي عرف مُنذ آلاف السنين أشكالًا من المُمارسات التي تقُوم على التكافُل والتعاوُن بين مُختلف شرائح المُجتمع، ويأتي على رأسها: نظام الوقف، ونظام الأفلاج، وتعاوُنيات أصحاب المهن والحرف التقليدية، والعديد من اللجان الأهلية الأُخرى.
وقد أكد جلالة السلطان المُعظم في أكثر من مُناسبة على أهمية مُشاركة وتعاوُن القطاعين الحُكُومي والأهلي، وكذلك القطاع الخاص؛ بما يخدُم أهداف التنمية الشاملة. حيث يقُول جلالتُه -حفظه اللهُ وأبقاه- عام 1998م بمُناسبة عام القطاع الخاص: "إن نجاح أية تنمية، وإنجازها لمقاصدها، إنما هُو عملٌ مُشترك بين أطراف ثلاثة: الحُكُومة، والقطاع الخاص، والمُواطنين. وعلى كل طرف من هذه الأطراف أن يتحمل واجباته برُوح المسؤُولية، التي لا ترقى الأممُ في درجات التقدم والتطور إلا إذا تحلت بها، ولا تهوى في دركات التخلف والتأخُر إلا إذا تخلت عنها"، وقد عمل جلالُته -حفظه اللهُ- مُنذ انطلاقة النهضة المُباركة، على تثبيت حُكم ديمقراطي عادل، في إطار واقعنا العُماني العربي، وحسب تقاليد وعادات مُجتمعنا، وفي ضوء تعاليم الدين الإسلامي.
وشهدت السلطنة -مُنذ العام 2011م- مرحلةً جديدةً، ونقلةً نوعيةً في مسيرة التنمية الإنسانية في عُمان؛ فقد تم تعديلُ بعض مواد وأحكام النظام الأساسي للدولة؛ وذلك استجابةً لمُقتضيات ومُتطلبات التطور الاجتماعي والمؤسسي للنهضة المُباركة، والتي أكدت على توسيع نطاق مُشاركة المُواطن في اتخاذ القرارات الوطنية، وتجلى ذلك في توسيع صلاحيات مجلس عُمان: التشريعية، والرقابية.
كما شهدت هذه المرحلة: تأكيد استقلالية القضاء عن السُلطة التنفيذية، وتفعيل دور جهاز الرقابة المالية والإدارية، وإجراء إصلاحات وتغييرات عديدة شهدها القطاعُ الحُكُومي؛ من أجل الارتقاء بالخدمات التي يُقدمها للمُواطنين.
بالإضافة إلى تطوير نظام المُحافظات ضمن تقسيم إداري جديد للسلطنة، وإنشاء المجالس البلدية في المُحافظات، وتشكيلها بطريقة الانتخابات المُباشرة من جانب المُواطنين في الولايات؛ وذلك بهدف تعزيز المُشاركة الفاعلة في حركة التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
كما شهدت مسيرةُ التنمية الإنسانية في عُمان انطلاقةً جديدة تجاه الاستثمار في الموارد البشرية بالتوسع في مجال التعليم العالي والتدريب والتأهيل، وتنويع مصادر الدخل القومي، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الإنتاجية المُختلفة، وتحفيز القطاع الخاص على أداء دور أكبر في نُمو الاقتصاد الوطني وتنمية المُجتمع، والمُشاركة بفاعلية في اقتصاديات المعرفة العالمية، ومُجابهة تحديات العولمة من خلال تطوير القُدرات الوطنية، وتأهيلها بما يُواكب عصر التقدم المعرفي والتكنُولُوجي، إضافة إلى التركيز على التنمية الاجتماعية وتنشيط الاقتصاد.
كما تم تأسيسُ مجلس أعلى للتخطيط برئاسة جلالة السلطان؛ بهدف وضع الإستراتيجيات والسياسات اللازمة لتحقيق التنمية المُستدامة في السلطنة، وإيجاد الآليات التي من شأنها تطبيق تلك الإستراتيجيات والسياسات، وُصُولا إلى تحقيق التنوع الاقتصادي والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية المتاحة. ولتوفير البيانات والمعلُومات الإحصائية عن السلطنة، فقد تم إنشاءُ المركز الوطني للإحصاء والمعلُومات يتبع المجلس الأعلى للتخطيط.
وضمن اهتمام جلالة السلطان المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- بتوفير سُبُل العيش الرغيد والحياة الكريمة للمُواطن العُماني، وتحقيقًا لمبدأ العدالة والمُساواة بين مُوظفي الدولة، فقد أصدر جلالته أوامره السامية هذا العام بتوحيد جدول الدرجات والرواتب لمُوظفي القطاع المدني بوحداته وهيئاته ومُؤسساته؛ اعتبارًا من الأول من شهر يناير عام 2014م، بالإضافة إلى تعزيز منافع المعاشات التقاعدية وفقًا لنظام التقاعُد الخاص بموظفي ديوان البلاط السلطاني، وتشكيل لجنة لإعادة دراسة قانُون الخدمة المدنية؛ بهدف الارتقاء بهذا القطاع الحيوي المهم في الدولة.
كما عملت الدولة على خلق المزيد من فُرص العمل في القطاعين العام والخاص؛ لاستيعاب الموارد البشرية المُؤهلة، وعُدلت الكثيرُ من القوانين واللوائح؛ بهدف تقريب الحوافز والمزايا بين العاملين في مُختلف تلك القطاعات. وتم التركيزُ على أهمية الارتقاء بمُستوى المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة، وتشجيع الشباب على ريادة الأعمال، والعمل على توفير كافة السبُل لنجاح هذا التوجه؛ حيث تم إنشاء صُندُوق الرفد لتقديم الدعم المعنوي والتمويل المالي لهذه المشاريع الاقتصادية.
وهكذا.. تتواصل مسيرةُ التنمية الإنسانية في عُمان بثبات؛ لتدخُل مرحلةً جديدة من البناء والتطوير والتجديد لدولة حديثة وعصرية، وهي تقفُ اليوم بشُمُوخ وكبرياء لمُواجهة كافة التحديات؛ وذلك من خلال جُهُود مُتواصلة ورُؤية واضحة ورسالة سامية وغايات وأهداف نبيلة لخدمة هذه الأمة؛ من أجل مُستقبل مُشرق لأبناء عُمان، وبناء تنمية شاملة تواكب العصر الذي يعيشُون فيه.
ومن الواجب الوطني في هذه المرحلة الحالية والمُستقبلية بذل المزيد من الجهد والعطاء، والعمل الجاد والمُثابرة والإخلاص والصبر؛ من أجل خدمة ونهضة عُمان؛ وذلك من خلال تلاحُم قوي بين كافة أطراف صناعة التنمية الإنسانية، وبإرادة راسخة، وعزم أكيد، وهمة عالية من قبل جميع أبناء هذا الوطن العزيز؛ بهدف تحقيق المزيد من التقدم والرخاء والنماء والإنجازات المُشرقة للتنمية المُستدامة، في ظل قيادتنا الحكيمة.
فرعى اللهُ مسيرة النهضة المُباركة، وكُل عام وعُمان وقائدها المُفدى بألف خير...،