مَشْهَد إنساني استوقفنِي كثيرًا، وله دلالة عميقة
ضمن التوجهات الحضارية للإنسان العُماني؛ ذلك الرجل الذي خصَّص من وقته وماله من
أجل إطعام الطيور وبشكل يومي، وفي توقيت مُحدَّد يحمل بيده إناءً مليئًا بالحبوب، وينثرها
في عُمق الوادي، وما إن ينتهي من ذلك إلا والحمام يحيط به ويظله فرحة بوجبة
متكاملة.
هَذا المشهد يُمكن مُشاهدته في قلب مسقط،
وبالتحديد بالقرب من حي سوق المال، وعلى الوادي الذي يُطل عليه سوق مسقط للأوراق
المالية. مشهد اليوم كان مُختلفا تمامًا؛ فالحمام قد غطَّى مسار الوادي، مُشكِّلا
منظرًا باهرًا بألوانه وأشكاله المُختلفة؛ الأمر الذي جعل من المارة الاستمتاع
بذلك المنظر البهي، وبالموقف الإنساني الراقي والرائع.
حَيْثُ أكَّد تصرف ذلك الرجل مقولة إنسانية
للخليفة عمر بن عبدالعزيز، حين قال يوما: "انثروا القمح على رُؤُوس الجبال،
حتى لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.