مُنذ سنوات ليست بالقصيرة، سكنتُ مُؤقتا بمنطقة
القرم (فترة الإيجارات في متناول اليد)، وفجأة علِمنا أن العمارة التي نسكنها
وبجانبها مجمُوعة أخرى اشتراها أحد أصحاب رُؤُوس الأموال في البلاد، بعد أيام وإلا
بالإنذار يصلنا لإخلاء السكن.
بعض السكان اعترض على هذا بحجة عدم وُجُود بدائل
للسكن وكان حينها الإيجار مقدور عليه، المهم صاحبنا كل يوم يرسل لهم محامي، وفي
النهاية حقق صاحب العمارة هدفة بحجة أنه ينوي إزالة المبنى وبناء مجمع تجاري،
ولديه التصاريح في ذلك.
قلت للأصدقاء لا داعي للمعاندة وخليه يتهنى
بعماراته، اليوم الأصدقاء يلوموني لأن صاحبنا لم يقم بإزالة المبنى الذي كنا نسكنه
حتى الآن.
المهم كان بجانبنا عيادة بيطرية يرتادها الحيوانات
من الدرجة الأولى، حيث يأتي بها أصحابها بسيارات فارهة، ويوما من الأيام وعندما
كنت عائدا إلى السكن استوقفني مشهدا غريبا، وهو وُجُود أحد الشخصيات ملامحه من
إحدى الدول الأوربية ويرافقه عامل من جنسية عربية يحمل بيده عصى طويلة في طرفها
شبكة.
طلبت منهما السماح للتحدث إليهما، والتعرف على
شخصيتهما والمُهمة التي يقومان بها بالقرب من السكن. حيث أشارا إنهما عضوان في
جمعية الرفق بالحيوان، ويقومان بصيد القطط والتوجه بها إلى العيادة القريبة،
وإخضاعها لعمليات جراحية، حيث يتم استئصال رحم الأنثى وخصي الذكر.
وعند سؤالي عن أسباب ذلك، تم الرد بأن هُناك إهمال
من المُجتمع لهذه الحيوانات، وعدم العناية والرفق بها، والكثير منها تتعرض للدهس
من قبل السيارات دُون عناية، ولهذا نقوم بذلك للحد من تكاثرها.
وقد طلبت منهما الكف عن هذا التصرف، حتى لا يكُون
هُناك خلل في تكاثر هذه الحيوانات، وديننا قد أوصانا بالرفق بكل شيء في هذه
الحياة.
وقد تحدثت هاتفيا مع احد المسئولين بوزارة الزراعة
عن هذا الأمر، حيث شككت بأنهما يقومان بذلك لاستخدام أعضاء قطط الشوارع كقطع غيار
للقطط المرفهة، وفي الحقيقة لم يلقى الاتصال ذلك الاهتمام. في النهاية ترى الجراد
يزيد يوم عن يوم فارجو الانتباه لذلك جيدا. والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.