الأربعاء، 1 فبراير 2017

الصَّد.. سمكة مُفيدة

قبل وُصُول الكهرباء واكتشاف المبيدات الحشرية، كيف كان العُمانيون يكافحون حشرة البعوض؟
مِنَ المعروف أن حشرة البعوض من الحشرات الناقلة لمرض الملاريا، وعُمان في عصرها الحديث استطاعت -بفضل الله والمخلصين - القضاء على هذا المرض كليًّا.
لكن قديما كيف كان التعامل مع هذه الحشرة، في ظل عدم توافر الوسائل الحديثة، التي نتمتع بخيراتها اليوم.
الجميع يعرف "الصد" الذي يتكاثر في الأفلاج العُمانية، والذي يستخدمه البعض الآن لتلطيف جلد قدميه، بعد أن تجتمع عليها في عُمق الماء لإزالة الزوائد الجلدية.
كان العُمانيون قديمًا يُربون هذه السمكة الصغيرة، ويحافظون على وجودها في البرك المائية والأفلاج والآبار، وفي تربيتها سُنَن مُحترمة ومعروفة.
هذه السمكة صغيرة الحجم؛ التي نراها تتراقص بجمالها في الماء لها فضل عظيم في ذلك الزمان؛ فهي عدوة لدودة ليرقات البعوض، التي عادة تتربى في المسطحات المائية. كَمَا يُشكل الصد أيضًا عند تكاثره وجبة مفضلة لدى بعض العُمانيين، ويضاف إليه نبات يسمى الغلينبو والفرفرينة مع البصل والليمون، ولهذه الوجبة شهرة واسعة وطعم لذيذ.
الصورة المرفقة هي الآلة أو الشبكة التي كان يصاد بها الصد من الأفلاج، وتُصنع من عراجين النخيل "العسو"، ويُشكل بطريقة أسطوانية، ولها فتحة من أحد جنبيها لدُخُول الصد وتغلق من جانبها الآخر.
من طرائف هذه الآلة: يُحكى أن أحد المزارعين وضع شبكة صيد الصد في عُمق الفلج للصيد، فحس بثقل الشبكة، فدخله الفرح، وما إن فتحها وإذا بثعبان ضخم عالق فيها.
لم يَعُد لهذه الشبكة اليوم وجود، كما لم يعد للصد أهمية، ولكن في الذاكرة محفوظ، ولدى الشياب سيرة تذكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.