الاثنين، 6 فبراير 2017

قيمة الفن لدى الإنسان العُماني

الزَّائر للمتحف الوطني العُماني، يجد ذلك التنوُّع من التحف الجميلة واللقى الأثرية، التي صَاغَها الإنسان العُماني بفكره ويده، وهي دلالة على عظمة وقيمة الفن لدى الإنسان العُماني مُنذ حقب زمنية قديمة، يعود بعضها إلى الألف الخامسة قبل الميلاد.
لا تزال تلك الشواهد الفنية ماثلة للمتأمل والمتفكر في طبيعة الأعمال والمصنُوعات اليدوية للحرفيين العُمانيين، والتي يعرض الكثير منها ضمن فعاليات القرية التراثية بمهرجان مسقط، وبمُشاركة لا بأس بها من مُختلف ولايات ومُحافظات السلطنة.
الفُنُون في منظورها الإنساني هي مسألة مُرتبطة بطبيعة الأشياء، ومحاولة تغييرها وفق رؤية ذاتية وفكرية لتبدو أكثر جمالا وفائدة، وقد أتقن العُمانيون بمهارة فائقة هذا المجال، ولهذا سخروا الطبيعة في خدمة احتياجاتهم ومُتطلباتهم الحياتية عبر تاريخهم المجيد.
النظرة الحالية للمُبدعين في مُختلف الصناعات الحرفية واليدوية وفقا لمفهُوم ضيق مُرتبط بجانب مادي بحت، تتحكم فيه آليات العرض والطلب، يحتاج إلى إعادة نظر وتصحيح؛ فهؤلاء يجب أن يُرتَقى بهم اجتماعيًّا وذاتيًّا كقيمة فنية ومعرفية نادرة، لها ملكات إبداعية مؤثرة في الذائقة الفنية والثقافية للمتلقي، يمكن تطويرها وتحفيزها واستثمارها فنيا بعيدا عن دائرة تحكم الآلة الاقتصادية والنزعة الاستهلاكية، التي أصبحت تتحكم في المقدرات الإنسانية للشعوب في الكثير من دُول العالم، الأمر الذي جعلها تخسر الكثير من تراثها الإنساني العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.