إلى تِلك الرُّوح العاشقة للجمال.. عبدالله
السناني كما عرفته.
عَشِق البحر والصحراء، فعلى شاطئ البحر كان مولده،
وفي تخوم الصحراء كانت خاتمته.
عشق الريشة والعدسة، فسطَّر مشاعره من خلال
لوحاته، كل لوحة لها قصة وذكرى، كان يحرص على تزيينها في حوامل زجاجية غالية
الأثمان، كان ينظر إلى اللوحة كأنها جزء من وجدانه.
كَان حريصًا على تلك اللوحات كأنها جزء منه، لا
يفرط في لوحاته مهما كانت الأسباب، كان يتأملها في عزلته بقسم خصصه في داره، أتذكر
في تسعينيات القرن الماضي واجهتُ صعوبة شديدة في إخراج لوحاته من عُزلتها، وعندما
وافق على استعارتها لفترة مؤقتة لعرضها في معرض النادي للفُنُون التشكيلة في مبنى
النادي ثم الانتقال به إلى النادي الثقافي بالقرم ضمن أسبوع ثقافي أقامه النادي
خلال تلك الفترة، كان يقول لي: "أخي صالح، هذه أمانة أرجو أن تعود تلك
اللوحات إلى مكانها كما هي"، كان يتألَّم إذا رأى خدشا في لوحته، كان حريصًا
على لوحاته؛ لأنها كانت تنطق عن بوح مدفون في قلبه، كانت تلك اللوحات تنطق وتشع
بالجمال، كانت تتحدث نيابة عنه بصوت صامت.
تحيَّة لروحك أيها الصديق الوفي، فقد عشتَ في هدوء
وغادرت الدنيا في هدوء أيضا، ولكن أعمالك هي التي تخلد ذلك الصمت الصارخ بالإبداع
على مسار حياتك، وبين ظهرانين مُحبيك من شباب قُريات وفريق اتحاد الساحل؛ فهم عليهم
مسؤُولية اليوم، لكي تخرج تلك الأعمال والتحف الفنية المشعة بالجمال من عزلتها،
فقد حان لها الوقت أن تتحدث عن حياتك ومُنجزاتك في الحياة.. رحمة الله عليك
ياعبدالله، وإلى جنة الخلد بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.