مُنذ فترة ليستْ بالقصيرة، حضرتُ مُحاضرة لأحد
المُفكرين في العالم العربي، أقيمت داخل السلطنة، بتنظيمٍ من وزارة الخدمة
المدنية، ودُعي إليها كافة مُؤسسات الدولة، وحضرها العديد من القيادات، وقد تناولتْ
المُحاضرة موضُوعَ التميُّز المؤسسي، وجودة الأداء في القطاعات الحُكُومية
المُختلفة.
أسهَب المحاضر في أهمية رَبط خُطط وتوجهات
القطاعات الحُكُومية وقطاعات الأعمال مع احتياجات وتطلعات المُجتمع؛ فهو الأساس في
العملية الإنتاجية والتنموية، مُشيدا بما توصَّلت إليه السلطنة في هذا الاتجاه.
وجَّه المحاضر سؤالًا مُهمًّا للحضور: من وُجهة
نظركم، ما هي المُؤسسة التي ترونَها حقَّقت التميز المؤسسي في الوقت الحاضر داخل
السلطنة؟ كانت الإجابة بصَوْت واحد: هيئة حماية المُستهلك.
طَلَب المُحَاضر من ممثل هيئة حماية المُستهلك التحدُّث؛
فإذا بالأستاذة القديرة ليلى النجار إحدى القيادات الفاعلة بهيئة حماية المُستهلك.
الجميع يعرف ليلى النجار، فقد كانت يومًا مديرة عامة في وزارة التربية والتعليم،
وكانتْ لها بَصَمات مشهودة في التطوير التعليمي والتربوي في إحدى أهم المناطق التعليمية
بالسلطنة، وقد انتقلت مُنذ فترة إلى حماية المُستهلك، وتقود إدارة مُهمة في الهيئة.
شَرَحت للحضور سرَّ تميُّز الهيئة العامة لحماية المُستهلك،
وأرجعتْ أسباب ذلك إلى القيادة، المتُمثلة في سعادة الدكتُور سعيد بن خميس الكعبي
رئيس الهيئة؛ فهو شخصية لها رؤية ورسالة، غرس هذا التوجُّه في نفوس جميع العاملين
في الهيئة، إضافة لتطبيقه مفاهيم إدارية متطورة، وهو شخصية محفزة على الإبداع، ومتقبل
للأفكار الإبداعية دائما؛ مما خلق ولاءً غير معهود لدى جميع العاملين في الهيئة
لعملهم، فهم يعملون بروح واحدة لتحقيق أهداف الهيئة.
هذه الأيام كثُر الحديث، وبقوة، عن هيئة حماية المُستهلك،
والمُتمعِّن والمحلِّل لما كُتِب عن الهيئة، ودورها الريادي في تحقيق الاستقرار
والتوازن في السوق المحلي، إضافة لمهمتها الرئيسية في حماية المُستهلك، وتوفير
الرقابة الفاعلة لتحقيق الأمن الغذائي للمستهلك، يَجِد أن الكثير من المُواطنين
اليوم ينظرون إلى الهيئة على إنها أُنمُوذج فريد في التميُّز المؤسسي داخل السلطنة؛
فلماذا أفراد المُجتمع مُتعلِّقون كثيرا بالهيئة؟ فالإجابة عن هذا السؤال تحتاج
بالفعل إلى دراسة مُعمَّقة؛ فهي على الرغم من حداثتها، إلا أنها أثبتت للرأي العام
دورها المهم في خدمته.
وقَد نجحتْ باقتدار في تسويق خدماتها بطريقة
صحيحة، وجعلت خدمة العُملاء هدفها الأساسي، وعملت على إيجاد علاقة حميمة مع أفراد
المُجتمع، واستخدمتْ طرائق ووسائل حديثة للوُصُول إلى وجدان وفكر كافة أفراد
المُجتمع، وكوَّنت صُورة ذهنية لدى الرأي العام بأهمية خدماتها.
فتميُّز هيئة حماية المُستهلك يكمُن في مِصداقيتها
ووضوح رسالتها وأهدافها، كما عملتْ على تسويق نفسها كمُؤسسة ناجحة، وعملت على
إبراز توجهاتها بشفافية تامة.
مِن المُهم جدًّا الاستفادة من هذه التجربة العُمانية
الرائدة؛ سواءً على المُستوى المؤسسي أو العلمي، وعلى المُؤسسات البحثية والأكاديمية
دراسة هذه التجربة الناجحة في عُمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.