الاثنين، 30 يونيو 2014

من الذكريات

مرَّة زار أحد الأصدقاء مجمُوعة من المعلمين لقضاء العطلة الصيفية في الإسكندرية؛ للاسترخاء بعد عناء عام دراسي كامل، استضافَهم صديقنا، إلا أنهم أصرُّوا على استئجار شقة لهم. فخرجوا من عنده وتلقَّفهم واحد مطوع (شكلًا فقط) لحية ومسباح.
سألهم: عايزين إيه يا شباب. قالوا له: نريد نستأجر شقة لمدة عشرة أيام. قال لهم: موجودة، تعالوا معي. ذهبوا معه وهو يُغدق عليهم بالكلام الجميل والمعسل. قالوا هذا رجل فاضل سيحل لنا مشكلة إيجار الشقة. دخلوا معه إحدى العمارات، وفتح لهم إحدى الشقق الراقية، واتفق معهم على الإيجار.
وافقوا الرَّبع.. وطلبوا أن يذهبوا لشقة صديقهم ليحضروا شنطهم. قال لهم: بس صاحب الشقة عايز المقدم. قالوا له: بس نحن لسه واصلين، ومصرفناش العملة بعد، وعندنا ريالات عُمانية.
ردَّ عليهم: ريالات عُمانية، وماله دا أنا بجيب لكم صرف كويس أحسن من الصراف. أدوني الريالات، وعلى ما أنتم تذهبوا وتجيبوا الشنط، أنا بكون حولت لكم الريالات إلى جنيهات.
وثقوا أصحابنا بالرجال، متوقعين أنه أحد المطاوعة، وسلموه الريالات. ذهبوا إلى شقة صاحبهم، وحملوا الشنط، وودَّعوه بأنهم استأجروا شقة بسعر طيب. انتظروا تحت العمارة بانتظار المطوع.. طالت المدة، سألوا عنه، قيل لهم: منعرفوش.. الراجل فص ملح وذاب. اتصلوا على هاتفه.. مغلق.
رجعوا إلى صاحبهم، حدَّثوه بالسالفة. قال لهم: الريالات طارت، لا تغرُّكم المظاهر هذا الزمان، ويُمكنكم أن تبلغوا الشرطة إذا أردتم. قالوا: نحن زيارتنا لعشرة أيام للاسترخاء، ما فينا رأس حال السيرة والجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.