الثلاثاء، 17 يونيو 2014

الصيف

على الرَّغم من قساوة الصيف بحرارته الشديدة، إلا أنه مَوْسم يتميز بالخيرات الكثيرة: الرُّطب، واللمبا، والجح، والبطيخ، وسائر الفواكه الأخرى التي لا تجود إلا في الصيف.. الجميع يستمتع بهذه الأنواع من الفواكه الطيبة في هذا الموسم.
أيَّام زمان، كانتْ الأحوال أصعب؛ حيث لا كهرباء ولا تكييف، الحمد لله اليوم نعيش في نعمة يحسدنا عليها الكثيرون؛ فالكهرباء تغطي كل أرض عُمان، وما منزل إلا وينعم بخدمة التكييف.
القرى والواحات الزراعية في عُمان أكثر حظًّا في الصيف؛ تجد مياه الآبار والأفلاج باردة في الصيف، وما على الإنسان إلا أن يعُق نفسه في الجابية، أو الحوض، أو البركة، أو الغميلة، أو في ساقية الفلج؛ ليستمتع بالمياه العذبة الرقراق الباردة، وهي تعزفُ سيمفونية القيظ.
والجُلوس تحت شجرة لمبا، أو شريشة، أو غافة، أو سدرة، أو بيذامة، لا يُضاهيها متعة وبرودة من الجلوس تحت أرقى أنواع مكيفات الهواء في العالم؛ حيث تهب عليك نسمات منعشة من الهواء الطبيعي، وتلطفه تلك الأغصان الحانية الخضراء والظلال الوافرة الممتدة على مساحات شاسعة والمياه المتدفقة في سواقيها الترابية أو الطينية.
في المساء، الجميعُ يُسامر الطبيعة؛ حيث السكينة والهدوء والاسترخاء الحقيقي، دُون أي ضوضاء من تليفزيُون، أو مرور شاحنة أو سيارة، السَّماء صافية، والنجوم واضحة، والقمر يُرسِل أشعته الناصعة على الأجساد، ليلُفها بحنية، لتُشرق في فضاء الكون بالمحبة والتسامح وحب الخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.