حِيل الغاف.. سلَّة فواكه قُريات، فقد بدأت بوادر
ثمار الأنبا بالظهور في أشجارها المعمرة، وهُناك توقعات بأن تكُون وفيرة بإذن
الله، حيث يقول أحد المزارعين إذا ما كان ثمر زهر السدر وفيرا، فإن الأنبا سيكُون
كذلك من الوفرة المنتظرة.. لا أدري ما سر ربط ثمار السدر بالأنبا، لكنها أفكار
وخبرة تحتاج إلى تأمل.
حيل الغاف أيضًا، خلال السنوات الماضية، استعادتْ
نشاطها التاريخي في إنتاج ثمار الفافاي والموز، هُناك نبات نادر للموز لا تجده إلا
في قُريات، وبالأخص في حيل الغاف يُسمَّى موز بوسنسلة؛ حيث ثماره صغيرة كأنها
قلادة السنسلة في جيد عروس، وفيه من الأسرار الكثيرة، لذيد طعمه، وله فوائد
جسمانية وصحية.
هُناك شاحنات تَكَاد يوميًّا تنقل مُنتجات الفافاي
والموز إلى أسواق الولايات المجاورة، فيما لا تجدها إلا نادرا في سوق الوُلاية،
هذا الأمر استوقفني كثيرا لدراسة أسبابه، وبعد تقصِّي الأمر كان من بين أسبابه: عدم
استيعاب السوق لهذه الكميات المتزايدة من هذه المُنتجات، فضلا عن وضعية السوق
القديم، الذي أصبح في وضع يحتاج إعادة نظر في وضعه.
السُّوق على الرغم من مكانته التاريخية، إلا أنه
أصبح غير مهيَّأ للتسوق في ظل ظرُوف العصر؛ سواءً من حيث مداخله ومواقفه، وطبيعة النشاط
المتداول فيه.
الوُلاية بحاجَة لوُجُود سوق مركزي للفواكه
واللحوم والأسماك، يضاهي سوق مطرح الجديد؛ فلا يُعقل أن مُنتجاتنا الزراعية تجدها
في الأسواق الأخرى، بينما لا تجدها إلا نادرا في سوقنا المحلي.
وُجُود هذا السوق باعتقادي سيُسهم في خلق فُرص عمل
للشباب، إضافة إلى ذلك سيُساعد على إيجاد وسائل مناسبة للمزارعين في تسويق مُنتجاتهم
في مكان يكُون قريبا منهم، بدلًا من مشقة السفر بها إلى أسواق بعيدة، وهذا ما هو
حاصل للكثير من المزارعين الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.