الأحد، 18 ديسمبر 2016

أمانة عظيمة

مِنَ المُهم جدًّا أن يُدرك المترشِّحون للانتخابات أنَّ الناخب، اليوم، ليس الناخب بالأمس: ثقافة ووعيا؛ لهذا ينبغي عليهم التسويق لأنفسهم بصدق وشفافية ومسؤُولية، والعمل على دراسة واقع الناس والاقتراب منهم بتواضع وتقدير وحب، والتعرف على حاجاتهم ورغباتهم وميولهم واتجاهاتهم بصُورة تتسم برحابة الصدر وسعة الأفق لطبيعة الناس وأنماط شخصياتهم المُختلفة.
فالمُترِّشح للانتخابات يُنظر إليه اليوم كمنتج تسويقي؛ لما يمتلكه من قدرات وخبرات وتوجهات ومهارات وثقافة وفكر، وبما يتضمنه برنامجه الانتخابي من تطلعات يسعى لتحقيقها في ضوء احتياجات ورغبات الناس، وتكون مُعبِّرة عن آمالهم وطمُوحاتهم، ومُنسجمة مع سياسات وتوجهات وإمكانات الدولة، وذلك وفق أسس منهجية وعلمية.
كَمَا مِنَ المُهم جدًّا أن يَعِي المترشح أن عملية التواصل مع الناخبين لا تتطلبه الفترة التي تسبق يوم الانتخابات؛ وإنما هي عملية يجب أن تتواصَل وتستمر حتى بعد فوزه؛ لأنه لولا الناخب لما استطاع الوُصُول إلى هذا المركز.
إذن، التسويق الانتخابي القائم على الصدق واحترام ثقافة وقيم المُجتمع، هو بوَّابة مُهمة للنجاح في الانتخابات. تمنياتي للعملية الانتخابية في بلادي بالنجاح وكل تقدم وازدهار، ولجميع المترشحين كل التوفيق والسداد؛ فهي أمانة عظيمة يجب أن تُوْضَع في الشخص الجدير بحملها، ففيها مُستقبل وطن وتقدُّم أمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.