الثَّور من الحيوانات التي كان يُعتمد عليها في
تراثنا الزراعي، سخَّره الله لخدمة الإنسان؛ لهذا كان يلقى عناية ورعاية كبيرة من
قبل صاحبه، فيطعمه التمر ويعلفه بأفضل الحشائش، ويزعطه السمن العُماني، ويُسقى
وجبة تُسمى "المغبرة" يخلط فيها نوى التمر "الفلح" مع غنوش
الأسماك، وتقدم وجبته في إناء جميل يسمى "مطعم"، يصنع ويجوف من جذوع
النخيل.
أهمُّ الأعمال التي يقوم بها الثور: عصر أعواد
السكر، والهياسة، ورفع المياه عن طريق الزاجرة. ومن أجل تحفيز الثور على تحمل مشاق
العمل، كان صوت المنجور يُطربه ويُسليه، وأثناء دورانه في الخب يُطبطب عليه صاحبه
بلمسات فيها الرحمة والمحبة، مع كلمات ملحَّنة يمدح فيها الثور وهمته.
كان الثور يشعر بتلك الكلمات والأصوات المطربة؛ لهذا
تجده يرفع تلك الدلو بحماس واستمرارية وهدوء، على الرغم من ثقلها، والغريب أن تلك
الدلو المحملة بالماء هي مصنُوعة من جلد ثور مثله.
لم يَعُد للثور هذه الأيام حاجة، إلا في أيام
الأعياد والمناسبات؛ حيث للحمه لذة وطعم، ولذكرياته قصة تروى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.