عَلَاقة الإنسان بالبحر علاقة قديمة؛ فكان يُنظر
إليه ككيان حي يتأثر ويؤثر في مجرى الحياة، وقد نُسجت العديد من الحكايات
والأساطير حول تلك العلاقة، التي لا تخلو من علاقة وجدانية ونفسية، تقوم على الاحترام
وتبادل المصالح؛ لهذا تجد من أراد أن يستفيد من خيرات البحر عليه أن يقدم بعض
التضحيات والاستجداءات والهدايا، لكي يرضي سُكانه القدماء، فهم يعتقدون بهذه
الطريقة يروضون البحر لكي يدفع بخيراته المخزونة إلى محبيه.
ففي مواسم مُحدَّدة تُقام له مهرجانات الفرح من
فُنُون وأهازيج بحُرية، إضافة لولائم سنوية يُدعَى لها الفقراء، مع توزيع جزء منها
على مواقع مُحدَّدة في عمق البحر وكهوفه الصخرية والجبلية، والغريب أنَّ تلك الطقوس لا تكتمل إلا بنثر قطع
الحلوى على تلك الأمكنة، والتي لَها دلالة على اكتمال موسم الفرح واستقبال موسم
الإنتاج والعمل. تغيَّر اليوم ذلك التفكير القديم، فأصبحتْ علاقة الإنسان بالبحر
هي علاقة مصلحة وتحدي، حتى وإن كان ذلك على حساب طرف على آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.