الاثنين، 7 أغسطس 2017

القمر متعافي

"القمر متعافي".. هكذا كان القدماء يصفُون حالة الخسوف. كانوا يعتقدون أن دابة أو هامشة تفترس هذا الكوكب اللطيف أو تلدغه، فيحزنون لِمَا أصابه ولاختفاء أشعته الذهبية. لذا، كانوا يهرعون إلى رفع الأذان من أعلى المساجد والبيوت.
بينما تسرع النساء إلى دق وطحن الملح والأدوية والبهارات، اعتقادًا بقوة فاعليتها والتبرُّك بها.
وهُناك من يخبط شجر السدر ويحدث ضوضاءً بدق الأواني والمواقع، ومنهم من يضرب القطط والكلاب حتى
تنطلق في الصياح. أما الحامل، فتبقى مُتسمِّرة بلا حركة أو حكة أو هرش في جسدها، خشية أن يتأذَّى الجنين
وتظهر على جسمه بقعة داكنة تُسمى "الوحمة".
ومَا إنْ يَعُود القمر إلى كامل استدارته وعافيته، تعود الحياة إلى طبيعتها. مُعتَقَدات طواها الزمن، لتنتهي عندها
عبارة "القمر متعافي"، وتحل محلها عبارة "خسوف القمر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.