السبت، 1 ديسمبر 2018

عَلَاقة تاريخيَّة قديمَة

تُؤكِّدُ الكثيرُ مِنَ المَصَادر التاريخيَّة وُجُود عَلَاقة إنسانيَّة قَدِيمة بَيْن عُمان وبُلدَان بِلاد الشَّام، يُقدِّرها بعضُ العَلمَاء بأَكثَر مِن خَمسَة آلافِ سَنَة.. ففِي القرنِ الثالثِ قَبل الميلادِ، هَاجَر الكنعانيُّون مِن عُمان وشِبه جَزِيرة العَرَب إلى بِلَاد الشَّام، وأسَّسوا هُنَاك حَضَارة إنسانيَّة قَدِيمة، وهُم أهلُ مِلَاحَة بحريَّة وتِجَارة، وكَان بَينَهم وسُكَّان السَّواحل العُمانيَّة تبادلٌ معرفيٌّ وحَضَاريٌّ، لا سيَّما فِيمَا يتعلَّق بعُلُوم الملَاحَة والبحَار وصِنَاعة السُّفن.
والكنعانيُّون مِنَ الشُّعوب العربيَّة السَّامية، وهُنَاك مَن يَرَى أنَّهم من سُلَالة عَملِيق أبو العَمَالقة البَائِدة، ومِن بَيْن القَبَائل الكَنعانيَّة أو الفينيقيَّة التي استوطنتْ القُدس الشَّريف اليُبوسيون، وكَذَلك عَرب الجَبَابرة مُلوك الشام.
مَا زَالَت هُنَاك بَعضُ المُدن في بِلاد الشَّام تحملُ أسماءَ مُدُن وقرَى عُمانيَّة، وهَذَا دَلَالة وَاضِحة على عُمق تِلك العَلَاقة الإنسانيَّة والحَضَاريَّة بين عُمان وتلك البُلدَان؛ ومِنهَا: صُور، وقُريَّات، وبديَّة، والرَّملة، والولجَة... وغَيْرها.
ما استَوقَفنِي كثيرًا تَكرَار اسمِ قُريَّات فِي أكثر مِن بَلَد فِي بِلَاد الشَّام، كلِبنَان وسُوريَا والأردُن، ولَكِن الأَكثَر تَكرارًا فِي فلسطِين، حتَّى اليَهُود عِندَما أسَّسوا مُستعَمرَاتِهم فِي فَلسطِين المُحتلَّة، أخذوا يُكرِّرون هَذِه التَّسمِيات القَدِيمة على تِلك المُستوطَنات، مَع إِضَافة اسمٍ مُركَّب إليهَا، لتُضفِي عليهَا مَلَامِح اللغةِ العبريَّة؛ مِن بَينِها: قُريَّات مُوتسكِين، قُريَّات يم، قُريَّات غات، قُريَّات طبعون، قُريَّات شمونا، قُريَّات بيالق، قُريَّات بنيامين، قُريَّات حارُوشِيت، قُريَّات حاييم، قُريَّات عنابيم، قُريَّات أونو، قُريَّات آتا، قُريَّات مونتفيري، قُريَّات عامال وقُريَّات حاييم... وغَيْرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.