السبت، 2 مايو 2015

نظرة شخصية إلى دور الأندية

جَمَعَني الأمس ببعض الأصدقاء، في جلسةٍ مُفعمة بالحب والتقدير والشوق، طافَ الحديث بنا بذكريات جميلة في فترة العمل في إدارة نادي قُريات؛ وذلك في فترة تسعينيات القرن الماضي، وتطرَّق الحديث إلى مُتطلبات هذا العصر، وتوجهاته تجاه صقل قدرات الشباب: رياضيًّا، وثقافيًّا، وفنيًّا، واجتماعيًّا، وتمَّ سرد هموم الرياضة ونتائجها وكلام كثير مفعم بالإخلاص والحيوية.
قدَّمت رأيًا حول هذا النقاش، مفاده أنَّ عقليات وتوجهات شباب اليوم مُختلفة تماما عمَّا كُنا عليه قبل سنوات، لا يمكن أبدا أن ننظر إلى الماضي مهما كان حلوا، بل من المُهم التعامل مع الشباب بمنظور جديد ومتجدد؛ فهم يعيشون عصرا مُختلفا، وتطلعات مُختلفة عمَّا كنا نعهدها.
قُلت أيضًا -من باب خبرة- إنَّ العمل التطوعي يحتاج صبرًا في المقام الأول، ولا يُمكن لأي عمل أن ينجح دون وُجُود رؤية واضحة ورسالة هادفة وأهداف قابلة للتطبيق والقياس، إضافة لخُطة واقعية تستوعب الواقع والإمكانات المتاحة.
وَمِن المُهم أيضًا للإداري في النادي أنْ ينزل ويصعَد إلى مُستوى تفكير كل فرد يتعامَل معه، حتى يكسب ويؤثر في فكره وتوجهاته، ويكتشف ما لديه من مواهب وقدرات يُمكن أن يستثمرها لخدمة المُجتمع إيجابيًّا.
النظرة التقليدية للنادي في عُمان عمومًا بأنه فريق للقدم وآخر لرياضات مُختلفة، أو من أجل الفوز في المُسابقات، يجب أن تتغير وتتطور على الرغم من أهميتها أيضا؛ فالنادي يجب أن يخدم جميع شرائح المُجتمع؛ سواءً كان طفلا أو شابا، أو كهلا أو عجوزا، ودوره هو توفير سبل الترفيه والتوعية وصقل المهارات من أجل صناعة المُستقبل، وهذا لا يتأتى تحقيقه إلا بتوفير البنية الأساسية للنادي مكتمل الأركان، وهذا من أهم الأمور التي يَجِب على الدولة مراعاتها، وكذلك القطاعات الأهلية والخاصة من منظور مسؤُوليتها الاجتماعية.
الأندية في عُمومها -بالطريقة التي تعمل عليها الآن- لا يُمكن أبدا أن تتطوَّر وتلبِّي مُتطلبات شباب اليوم؛ لهذا من المُهم جدًّا أن تكُون هُناك نظرة جديدة لرسالة الأندية في السلطنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.