الجمعة، 1 مايو 2015

إنّه الوقت

تَمعَّنت في إنجاز الحضارات، فوجدتُ ما من حضارة ارتقت إلا بسبب توفيق الله، ثم احترام أهلها للعلم والنظام ولقيمة الوقت وإدارته بطريقة صحيحة، وعندما تأخَّر المسلمون عن هذا التوجه كان سببا في تأخرهم.
يقول بيتر دراكر، الأب الروحي للإدارة -كما يلقبه عُلماء الإدارة المُعاصرة: "إن الوقت هو أندر الموارد، إذا لم تتمكن من إدارته، فلن تتمكن من إدارة أي شيء آخر.
قِيْمَة فكرية وعملية مُهمة للحياة، أصبحت من أساسيات تحقيق النجاح وجودة الأداء والتميز في الأعمال.
الدين الإسلامي أكد على هذا المبدأ ضمن قيمه الإنسانية مُنذ قرون طويلة، وحث على استغلال الوقت، لكون الوقت عنصر مهم في حياة الإنسان، فهو يُشكل أعمار الناس ورأس مالهم، وأساس تطورهم وتقدمهم الحضاري والمعرفي والتكنُولُوجي.
وهو أحد العناصر في مشوار حياة الإنسان في عمارة الدنيا والآخرة، والوقت هو القيمة الوحيدة في حياة الإنسان إذا مضى لا يرجع أبدا، بل الإنسان مسئول أيضًا عن هذا الوقت ومحاسب عليه، حيث يسأل عن عمره فيما أفناه، كما جاء في الحديث الشريف، والعمر هو عبارة عن وقت استمرار الحياة.
ولأهمية الوقت فقد أقسم الله بالوقت في كتابه العزيز، وفي مواضع عدة لعظيم أهميته وخطورته. فأقسم الله عز وجل بالليل، وأقسم بالضحى، وأقسم بالفجر، وأقسم بليال عشر، وأقسم بالعصر، وهي أوقات في اليوم والليلة. والله لا يقسم إلا بعظيم.
ويُؤكد عليه الصلاة والسلام على ذلك أيضًا بقوله: إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها.
متعنا الله وإياكم بكل أوقاتنا فيما فيه الخير والسعادة، وحفظكم دوما من كل مكروه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.