السبت، 1 سبتمبر 2018

الملح البحري

هَذَا المنظر لخُور الملح في قُريَّات.. بهذهِ الطريقة القديمة -مُنذ الألف الرابع قبل الميلاد- لا يَزَال يُنتجِ المَلح البحري بكَمِّيات تجارية.
المَلح يُستخدم في صِنَاعَات عديدة؛ من بَيْنِها: تمليح الأسماك، وصناعة الثلج، وتنقية المياه، والصناعات الغذائية، وكذلك في صناعة استخراج النفط، وفي دباغة الجلود، وفي الكثير من الأدوية الشعبية، وكان يُعتقد بأنَّ الملح طاردٌ للشر والحسد، ومُبطِلا للسحر، وجالِب للحَظ؛ لهذا تَجِد مَن ينثُره ويربُطه في ذراع الطفل، أو يُوضَع تحت وسَادته في مَنزِه (سريره)، ويُنثر كذلك على الحَيَوان كمردٍّ للعَيْن، وله قيمةٌ رمزيةٌ في كثير من الثقافات والمُعتقدات القديمة.
يُروَى عن الرَّسول -عَلَيه الصَّلاة والسَّلام- أنه قال: "سيِّد إدامكم الملح"، وهو تأكيدٌ لِمَا لهَذا العُنصر الطبيعي من أهمية في تكوين واكتمال عَنَاصِر الغذاء المُفِيد لجسم الإنسان، وكمَادَّة حيويَّة رئيسيَّة من مكونات الغذاء، لكافَّة الكائنات الحيَّة على الأرض.
والصِّحة لا تستقيمُ ولا تتكامَل إلا بمُكوِّن مُهم وهو الملح؛ لِهَذا لا يخلو طَعَام ولا يُستَسَاغ طعمُه إلا بحبَّات من الملح، تُضَاف إليه كتوابل مُشهِّية، تُضفِي على الأكل الطَّعم اللذيذ، فطَعْم الملوحة يُشكِّل حاسة مُهمَّة كإحدى حَوَاس التذوُّق لدى الإنسان لطعامه وشرابه؛ فالطعام إذا كَانَ خاليًا من الملح، قيل عنه: إنَّه تفل، أو ملغ، أو ماسخ، أو فله، وِفْق دَارجتِنَا القديمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.