الأحد، 2 سبتمبر 2018

الزليبيا

خُطُوطٌ مُتَشابكة بألوانٍ زَاهية، يرسُمها عبدالغفور في حلةٍ مليئةٍ بالزيت المغليِّ، ينثرها من فُوَّهة خلقة بَيضاء، ويُشكِّلها بفكر فنيٍّ في أشكال تفتح الشهية.. كُنَّا نتهافتْ لشراء "الزليبيا" المعتَّقة برائحة الطحين، وطعم السُّكر المُذاب في الأفواه.. كان عبدالغفور يستقبلُ تلك الطفولة بحميميَّة وكَرَم، يبتاعُ مِنَّا الأكياس القرطاسيَّة؛ التي كُنَّا نصنعها كابتكار طفولي، كُنَّا نتهافتْ إليه فرحًا بعد أنْ نبيع منتُوجات الفواكه والخضار المزروعة في حَقلِنا، يلفُّ حبات "الزليبيا" ومعها "اللولا" واللقيمَات والمرمرية، فيُوزِّعها على الجميع؛ وكأنَّه يُوزع البهجة والفرح على كلِّ من حَضَر.. سَافر عبدالغفور يومًا لزيارة من يُحِب، إلا أنَّه لم يَعُد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.