قبل أيَّام، كُنت أبحثُ في السُّوق لشراء دَلَّة كبيرة للشاي، بدلًا من
الدَّلَة المَكسُورة، فمررتُ على عِدَّة مراكز ومحلَّات تجارية، فلم أجِد هذا
النوع، فلمَّا سألت عن سَبَب نُدرة مِثل هذه الدَّلات أو الدِّلل من السوق، قِيل
لي: إنَّ البلدية قد مَنعتْهَا. سألتُ: ما السبب؟ قيل لي: لا نعرف. فرجعتُ البيتَ،
وكان تفكِيري في الحَيَاة التي كُنَّا نعيشها قبل ظُهُور مِثل هذه الوسائل
الحديثة، فكُنَّا نستخدمُ البريقَ المصنوع من المَعدن، وهي مُختلفة الأحجام، ورخِيصَة
الثَّمن، ومُعمرة أكثر، فسألتُ نفسي: لِمَ لا تُستخدم مثل هذه الأباريق اليوم؟!
وعِنْد تصفُّحِي لبعضِ المواقع المعنيَّة بصِناعة التَّرَامس الحديثة،
وجدتُ أنَّ المؤسسات المعنيَّة بالصحَّة العامَّة في أوروبا -خاصَّة ألمانيا- وكذلك
فِي بعضِ دُوَل الخليج العربية قد جنَّدت مُختبراتِها وجُهُودِها لسَحْب تلك التَّرامس
والدِّلل من السوق؛ تفاديًا لضَرَر البُقعة السَّوداء، والتي هي عِبَارة عن مادة
من الأسبستوس الضَّارة، تدخلُ ضِمن مكوِّنات تلك الترامس، والمُسبِّبة للكثير من
الأمراض الخطيرة.
فِي تُرَاثِنا صِنَاعة قديمة لحَافِظات الشاي والقهوة، وهي عمليَّة جدًّا،
وإذا ما تكاتفتْ الجُهُود والدَّعم لتطوير هذه الصِّناعة، سَنكُون في مأمَن من ضَرَر
التَّرامس والدَّلات المستوردة، والتي أصبحتْ تُغرينا بأشكالِها وألوانِها، دون أيِّ
اعتبارٍ لما تُسببه من أضرار علينا وعلى بيئتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.