الثلاثاء، 23 يوليو 2013

احتفال أطفال عُمان بليلة النصف من رمضان

احتفلَ أطفالُ عُمان، هذا المساء، بليلة النصف من رمضان، وهي عادة عُمانية قديمة تُقام في عددٍ من مُدن وقرى عُمان، تُسمى "القرنقشوه"؛ فقد كانت ليلة جميلة ورائعة، اتَّسمت بجمال وبهاء وبراءة الأطفال، وحركوا في مشاعرنا ذكريات قديمة، وحنينًا لأيام الطفولة والصِّبا؛ فهم أرواح طاهرة تمشِي على الأرض، يَعيشون أبهى وأنقى وأصفى المشاعر الإنسانية.
فكَانت فرحتُهم، اليوم، بهذه المناسبة الجميلة فرحتيْن؛ الأولى: بيوم عظيم إنه يوم النهضة المُباركة؛ فيحقُّ لهم الفرحة بهذه المناسبة؛ لأنهم وُلِدوا في عهد أهتمَّ بهم، وقدر مكانتهم مُنذ تكوينهم ورؤيتهم الأولى للحياة، فهم يحظون بخدمات راقية حفظت لهم حُقُوقهم وقدرهم.
والفرحة الثانية: يوم انتصاف الشهر الكريم، شهر الخير والبركات والأجر العظيم؛ فهم بطريقتهم العفوية والطفولية يذكرون الناس بأنَّ الأيام تطوَى سريعا، وعليهم المبادرة بفعل الخير وحُسن العمل.. إنَّها رسالة عظيمة من أطفال اليوم.
كَم كُنتم يا أطفال عُمان مُبهرين بحُبِّكم لوطنكم وتقاليدكم. كم كُنتم رائعين بمحافظتكم على زيِّكم الوطني، وأنتم ترتدُون أبهى وأجمل ملابسكم العُمانية.
لَقد أدخلتُم البهجة والسعادة على آبائكم وأمهاتكم،وجيرانكم، بضحكاتكم البريئة، وابتساماتكم الصافية، ومواقفكم الفكاهية، وبتلك الكلمات الرائعة التي تردِّدونها: "قرنقشوه.. قرنقشوه.. يوناس.. أعطونا بيسة وحلواه".
كَم كَانت تلك النغمات الصَّادرة من أفواهكم رائعة، ومؤثرة في النفس.
كَم كان صَوت تلك الحصاتين بيديكم التي تطرقونها، أو تقرعونها، جميلة كأنها سيمفونية الحب والسلام، والعطاء بلا حدود.
كَم أنتم أهل خير ودعوة عندما ذكَّرتم الناس بالكرم والسخاء والصدقة، وأنتم ترددون كلمات عذبة: "دوس دوس.. طلع غوازيك من المندوس. حارة حارة.. طلع غوازيك من السحارة.. كيت كيت.. طلع غوازيك من الباكيت".
كَم هي كلماتكم مُؤثرة، تُلامس الفكر والوجدان والمشاعر، وأنتم ترددون كلمات الشكر لكل صاحب بيت يستقبلكم بترحاب، ويقدِّم لكم الهدايا الجميلة من حلويات وعملات نقدية ومكسرات: "الله يخلي راعي البيت العود.. راعي القت والشوران.. راعي القت والبطيخ.. قدام بيتكم وادي.. جاكم الخير متبادي".
كَم كانت كلمات العتاب التي تصدُر من حناجركم لمن لم يُؤدِّ الواجب تجاهكم يقشعرُّ لها البدن، وأنتم تردِّدون بمرح ومزاح وعزة نفس: "صينية فوق صينية.. راعيت البيت جنية".
كَم كنتم رائعين في اجتماعكم بعد رحلة التطواف على بيوت الأهل والجيران؛ لتقسيم ما حصدتم من هدايا، بشفافية وعدالة فيما بينكم، دُون أي تمييز بين ذكر أو أنثى، أو طفل غني أو فقير.
لَقد أثبتم يا أطفال عُمان أنَّ الفرحة والبهجة والسعادة، ونقاء السريرة وصفاء النفس، هي مصدركم، وأنَّ الأمل والخير هو في مُستقبلكم، بارك الله فيكم، وفيمَن عمل على تربيتكم التربية الصالحة.
اللَّهم احفظ أبناء وبنات عُمان، وارزقهم الصحة والعافية والعلم النافع، واجعلهم معولَ بناء وخير لوطنهم، ومُجتمعهم، وأمتهم، وأهلهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.