من محاسن الصدف خلال فترة
زيارتي لمُحافظة ظفار الجميلة لحضُور مُلتقًى علمي، هُو مُشاركتي الاحتفال البهيج
الذي أقامه فريقُ صدف التطوعي لدعم الصم في سلطنة عُمان، والذي أُقيم تحت رعاية
سعادة الشيخ رئيس بلدية ظفار، وبحُضُور نُخبة من المسؤُولين في مُختلف المُؤسسات
العامة والخاصة، إضافة إلى مُشاركة فاعلة من قبل جمعيات أهلية من مُختلف دُول مجلس
التعاوُن الخليجي، من البحرين والمُملكة العربية السعودية؛ بهدف التعرف على
تجاربهم وتبادُل المعارف والخبرات في هذا المجال.
على مسار ثلاثة أيام
مُتتالية، عاش المُشاركُون في جو مُفعم بالحركة والنشاط، والعمل الجاد والمنظم؛ من
أجل وضع بصمة خيرية ناجحة من أجل خدمة فئة الصم في السلطنة، وعملوا بإخلاص لتعريف
المُجتمع بالمُنجزات التي حققها الفريقُ خلال فترة وجيزة من الزمن، والتي على
رأسها إشهارُ جمعية خاصة للصم في سلطنة عُمان، وهُم يعكفُون الآن على تكوينها وفق
أسس مدرُوسة في الإدارة ومنهجية علمية في التخطيط.
ما شد انتباهي تلك الروح
الأخوية التي تجمع أعضاء الفريق؛ فتجدهم يعملون بجد ومُثابرة من أجل خدمة فئة
مُهمة من المُجتمع؛ فهُم يُؤمنون ويدُركون تمامًا أنه إذا ما أتيح لهذه الفئة
المزيد من الرعاية والعناية والتشجيع، فإنهم سوف تكُون لهم مكانة فاعلة في خدمة
وطنهم، فالصم يتميزُون بالإبداع، وبالتأهيل والتدريب فهُم مُنتجُون كغيرهم من
الأصحاء، وشخصيا لاحظتُ ذلك في مُختلف المُؤسسات.
فريق صدف التقى جميع الصم
وأولياء أمُورهم في مُحافظة ظفار، واستمع إلى احتياجاتهم ومطالبهم، وتعرف على ظرُوف
حياتهم، ونظم لهُم العديد من الرحلات الترفيهية في مُختلف المواقع السياحية في
مُحافظة ظفار الجميلة، ويُخطط الفريق في الأيام القادمة لتنظيم مثل هذه اللقاءات
في جميع مُحافظات السلطنة؛ وذلك تمهيدًا لتكوين قاعدة بيانات مُتكاملة عن الصم في
السلطنة، وبهدف التعريف بالجمعية التي ستضمهم جميعًا.
ما أسعدني أكثر هُو
اهتمام وزارة التربية والتعليم بهذه الفئة من المُجتمع، فحسب ما أخبرني به أحد
المعلمين المشاركين بجهده الرائع ضمن أعضاء هذا الفريق، بأن الوزارة تعمل مُنذ
فترة على إدماجهم في المدارس العامة، بطريقة تحفظ لهُم كرامتهم وتُحفزهم على طلب
العلم، وعملت على توفير كافة الموارد المادية والوسائل العلمية والكوادر البشرية
المُؤهلة في عدد من مدارس السلطنة لخدمة المعوقين كافة في المجال التربوي والتعليمي.
بالإضافة إلى ذلك يحظى
الصم في عُمان باهتمام بالغ من قبل الحُكُومة الرشيدة؛ والتي وفرت لهُم كافة
الخدمات والرعاية في شتى مجالات الحياة، ولعل إنشاء ناد خاص بهم، وبتوجهات سامية
من لدن جلالة السلطان المُعظم -حفظه اللهُ ورعاه- يضم العديد من المرافق خير دليل
على هذا الاهتمام.
لمساتٌ إنسانية رائعة يقُوم
بها فريق صدف في خدمة إخوانهم الصم، وما يُميز هذا الفريق أنه يتكون من نُخبة من
أبناء هذا الوطن في مُختلف التخصصات العلمية والتوجهات الثقافية؛ فتجد فيهم الطبيب
والاستشاري، والمُعلم، والتربوي، والاقتصادي، ورجل الأعمال، والمُثقف، وربة المنزل،
والطالب، والإداري، ومُترجم الإشارة، إضافة إلى نُخبة من الصم المُبدعين في مُختلف
المجالات، يعملون جميعًا لُحمة واحدة من أجل تحقيق أهداف واضحة، ورؤية مُشتركة، ورسالة
هادفة.
جُهُودٌ رائعة تستحق
الشكر والثناء والتقدير، وتحية محبة صادقة من القلب لجميع أعضاء هذا الفريق على ما
يُقدمونه من خدمات وتضحيات كثيرة من أجل رسم بسمة مُشرقة على وُجوه الصم في عُمان،
فهُم فعلًا يستحقُون أكثر.