الجمعة، 11 يوليو 2014

فلسطين الجريحة

إنَّهم فعلًا تجاوزُوا المدى في فلسطين الجريحة.. مُشاهد مؤلمة وموجعة تتناقلها وسائل الإعلام، مشاهد إنسانية يَدمي لها القلب وتدمع عليها العين.. استثمرَ الصهاينة سُكوت أهل الديار ونصرة الأخيار، تهيأ لهم أنَّ السكوت علامة الرضا على فعلتهم الشنعاء.. أشلاء مُتناثرة للأجساد في كل مكان، أطفال مُقطعة الأطراف لم يقترفوا أي ذنب، دموع الأمهات تذرفُ بفرح على فلذات أكبادها، حنين النساء على أزواجهن في ليلة عرس مُنتظرة من سنين.. لم تبقَ ذرة غِيرة في ضمير هذه الأمة، أمة سرى في دمِّها مرض الأنانية والفرقة، أمة همُّها نفوذ مصالحها ولو على حساب بني جلدتها، عُلماء ليس لهم غير الدعاء، ومنهم من يشغل فكره بتكفير هذا وشتم هذا والتقليل من شأن هذا.. مُسلمون في كل بقعة في شأنهم يجولون، جيوش كالذر على الأرض العربية والإسلامية بأسلحتهم قابعون، لم نسمع لها هديرًا إلا على الضعفاء وتصفية حسابات أهل السياسة، أمة عربية مُتفرقة لا يجمعها إلا الطبل والمزمار، جامعة عربية لم يعُد يجمعها إلا الاسم، جامعة تديرها الأهواء والنزعات في القضاء على بعضها.. يقال إنَّ هُناك هيئة الأمم ومجلس أمن الدول، لا هش ولا هس ولا خبر لأمينها العام القابع في مركزه، ينتظر الإذن من الخمسة الكبار لينطق بكلمة الحق.. يا للألم من ضعفنا، فليس من مقدورنا إلا الدعاء، فلسطين الجريحة أنتِ في قلوب الأحرار، ولا تنسي قبل كل شيء أنك في رعاية الخالق المنان، القادر على نُصرة كل مستضعف على هذا الأرض.. تحية للمرابطين على أرضك الطاهرة، الأرض المقدسة التي ستكون يوما علامة نصر لكل البشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.