أهداني مُنذ فترة صديقٌ من الهند قُصاصة لجريدة
هندية، أجرت لقاءً مع شخصية هندية تدعى "راموه"، كانت يوما شخصية فاعلة
في نقل ثقافة المأكولات الهندية إلينا، مع بداية السبعينيات وفي فترة إقامته في
سوق قُريات القديم.. كان شخصية خدومة وبسيطة ومُتواضعة، كسب حب الناس بابتسامته
وخدمته لهم.
عُرف مطعمه عند الجميع بمطعم راموه، وهو ذاكرة
ثقافية وإنسانية قبل أن تكُون تجارية؛ ما زالت عالقة في أذهان مرتادي ذلك المكان.
راموه صاحب أول أو ثاني مطعم في قُريات، أتى إلى عُمان مع بداية النهضة المُباركة،
ومطعمُه معروفٌ حتى الآن في سوق قُريات بالقرب من الحصن، كان نقطة تجمُّع ونقاش، ويرتاده
الشباب والشيَّاب، حتى ساعات مُتأخِّرة من الليل؛ فعندما تسأل أحدهم: إلى أين؟
يقول لك: رايح مطعم راموه.
هذا المطعم أوَّل من أدخل الأكلات الهندية -كالبراتا
والشباتي والبرياني والمسالا- إلى قُريات؛ بمعناها التجاري، والغريب أنه على الرغم
من عودة راموه إلى بلاده في الهند مُنذ سنوات، وقد تداول مطعمه عدة أشخاص، إلا أنه
معروف حتى الآن بمطعم راموه.
راموه عاد إلى بلاده في التسعينيات، ويُخبرني أحد
الهنود بأن راموه الآن يملك ثروة كبيرة في الهند، وأولاده يدرسون في أحسن
الجامعات، وقد أجرت معه تلك الجريدة الهندية، مُؤخرا، مُقابلة؛ تحدث فيها بإسهاب
عن ذكرياته وسيرة حياته في عُمان، وبالأخص في ولاية قُريات.
فقد أعطَى وصفا عن حالة الحياة في قُريات، وكيف
تطورت، كما شرح سر تطور تجارته في قُريات، والمتعاملين معه.
مطعم راموه لا يزال يُمارس نشاطه إلى وقت قريب في
سوق قُريات بوجوه جديدة، إلا أنه بنكهة مُختلفة عن أيام ما كان راموه موجودا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.