السفافير: مُصطلح كان يُطلق على الوافدين لسوق
قُريات القديم، وهم عبارة عن مجمُوعات بشرية تزُور السوق للتبضع بمُختلف السلع،
خاصة الأسماك، يأتُون على الحمير على شكل أفواج من الولايات والقرى المجاورة
للولاية، ويقضُون أيَّامًا بالقرب من السوق تحت الأشجار وفي مساكن مؤقتة كالخيم
والعرشان.
كلمة السفافير قد تكُون مُشتقة من السفر؛ فالوُصُول
إلى مركز الوُلاية قديما يُعد سفرا شاقا بمقياس الزمن والمسافة في ذلك الزمان؛ حيث
يقضُون أيامًا للتنقل بين الجبال والأودية للوُصُول إلى السوق، الذي اشتهر بنشاطه
التجاري الواسع.
للسفافير عادات، يكفِي تجمُّعهم وتعاوُنهم، فله
دلالات إنسانية عظيمة، وعند قُدومهم تشعُر بوُجُود نشاط غير عادي في مكان إقامتهم.
فهُم يُمارسون بعض المهن والحرف التقليدية، ويعملُون
على شيِّ الأسماك كوجبة رئيسية لهم، كما يعملون على جمع أمعاء الأسماك (الغيضان)
ويطبخُونها مع بعض البهارات، وعلى رأسها الكركم (الجزع) كوجبة ويسمُّونها مغلاي،
ويأكلونها مع التمر أو الرز (العيش) أو خبز الرخال.
السفافير أثناء قدُومهم للسوق يعرِضون مُنتجاتهم
الحرفية في سوق الوُلاية، وعندما يُقرِّرون العودة إلى ديارهم يحملون معهم الأسماك
المملَّحة، أو الأسماك المشوية كزادٍ لهم، إضافة إلى مُختلف السلع والمنتوجات.
اليوم، لم نَعُد نُشَاهد السفافير ولا الحمير، بفضل
سُهُولة المواصلات، والحمد لله.. وأصبحتْ مُفردة السفافير غير مُتدَاولة في قاموس
لهجتنا المحلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.