الأربعاء، 23 يوليو 2014

العوده إلى الطبيعة

يدعُو الكثيرُ من عُلماء التغذية إلى العودة للطبيعة في الغذاء، خاصة في ظلِّ التسارُع في مجال الصناعات الغذائية، وانتشار المعالجات الكيميائية للكثير من المأكولات.
قديمًا، كانتْ الزراعة في عُمان لا تعرف أبدًا الأسمدة الكيميائية، أو المبيدات الحشرية. اليوم، تَرِدُنا خُضراوات وفواكه لا تجد لها ذلك الطعم أو الشكل أو الحجم الذي عهدناه.
قديمًا كانتْ الأواني المستخدَمة في المطبخ هي أوانٍ تقليدية، أغلبها مصنُوع من الفخار. اليوم، هُناك آلاف من الأنواع من الأواني، وقد تهافتَت الناسُ على استخدامها دُون معرفة عواقبها.
قَبل أيام، نبَّهَتْ هيئة حماية المُستهلك لخطورة استخدام الألمنيوم، أو ورق القصدير، في عملية الطبخ، وفي الحقيقة استخدام الألمنيوم قد شاع في شتى مجالات الطبخ، أو تغليف الأطعمة، خاصة في المطاعم.
قديمًا، كان يُلف لحم الشواء -خاصة في مناسبة الأعياد- في أوراق الموز، وأوراق شجرة اللبان، أو الشوع، ومن ثمَّ يُوضع في ظرف مصنُوع من سعف النخيل، وعند استخراجه من الفرن أو التنور، تجد تلك الرائحة النفاثة والطعم اللذيذ للحم. اليوم، يتهافت الجميع على وضع اللحم في أوراق القصدير؛ حيث يعتقد الكثير بأنَّ ذلك أسهل وأنظف.
حتَّى الحناء، كانتْ مُكوناته طبيعية؛ وهي: أوراق الحناء سواءً كانت خضراء أو يابسة ومطحونة، وتُعجَن بالماء والليمون، ويتمُّ تخضيب الأرجل والأيدي بالحناء، أو يستخدم على شكل عجينة وتُلف بأوراق البيذام، ويتمُّ تحضيره بأيدٍ عُمانية، وتجدُ له رائحة طيِّبة تظل عالقة في الجسم لأيام. أما اليوم، فهُناك معالجات كيميائية للحناء بهدف إضفاء اللون الداكن للحناء، حتى تجد لها رائحة غير طبيعية، وقد نبَّهت الجهات المعنية -مُنذ فترة طويلة- لخطورة ذلك، إلا أنَّ هذا المنتج لا يزال موجودا ويتداول بين الناس.
ما نبَّهت إليه هيئة حماية المُستهلك يُشكل أهمية كبيرة على صحة الإنسان، ومن المُهم جدًّا أن يقوم الإعلام بتبنِّي مثل هذه النصائح؛ لتوجيه وتثقيف الناس وإرشادهم؛ لأنَّ ذلك فيه منفعة وصحة المُجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.