السلام الاجتماعي الذي نعيشُه في ظل النهضة
المُباركة، يستند إلى تاريخ عريق صاغَه الآباء والأجداد، وإلى حضارة إنسانية مُوغِلة
في التاريخ، قامتْ على مبادئ وقيم إنسانية، سطَّرها العُمانيون بأحرف من نور.
فعندما نتأمَّل ونتمعَّن في عُهود وكُتب الإمام
الصلت بن مالك الخروصي (851م-886م)، والإمام ناصر بن مرشد اليعربي، والإمام أحمد
بن سعيد البوسعيدي...وغيرهم إلى ولاتهم وقادتهم في مُختلف ميادين العمل، والكثير
منها منشورة ضمن الموسوعة التاريخية "تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان"، للعلامة
المحقِّق الشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي. نجد أنها قد اشتملتْ على
الكثير من المبادئ المهمة في الإدارة، وصفات القيادة، وتفويض السلطة، وتحديد المسؤُولية،
وحتمية المساءلة، وتركز على كيفية التعامل مع الناس، وضمان حُقُوقهم وكرامتهم
وحريتهم، وضرُورة الاستماع إليهم والمساواة بين أفراد المُجتمع دُون تمييز، والأخذ
بمبدأ التسامح وإثبات العدل، وأعطتْ قواعد مُهمة للحرب والسلام، والتعامل مع
الأعداء. وقدَّمت دروسًا راقية في تطبيق مبدأ المُشاركة والأخذ بمبدأ اللامركزية
الإدارية في تقديم الخدمات.
وهي بحق مبادئ تاريخية تُؤكد رُقي الفكر والريادة
العُمانية في مجال الإدارة، والأخذ بمبادئ حُقُوق الإنسان مُنذ قديم الزمان، والتي
يُؤكد عليها اليوم عُلماء الإدارة المُعاصرة والقانُون، وهي مَبَادئ سامية سبقت ما
يُعرف اليوم بالإعلان العالمي لحُقُوق الإنسان، الذي تم إقراره في العاشر من
ديسمبر 1948م.
نَسأله سُبحانه وتعالى أنْ يُديم نِعمة السلام الاجتماعي
علينا، بفضل القيادة المُباركة الكريمة والحكيمة لجلالة السلطان المُعظم، متَّعه
الله بالصحة والعافية، ووعي ورقي فكر أهل عُمان الكرام.. فالسُّلام في عُمان هو
هدف إستراتيجي، وأحد المبادئ المُهمة الموجِّهة للسياسة العُمانية داخليا وخارجيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.